نشر موقع العهد الإخباري" العهد " تقريرًا عن مدى سوء الحالة المادية للفلسطينيين تحت وطئة الاحتلال الاسرائيلي ,ففي قرية صغيرة تقع إلى الجنوب من مدينة يطا قضاء محافظة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة، يعيش عشرات الفلسطينيين حياة بدائية تفتقر لكل عناوين الحداثة والتطور. ويقطن هؤلاء في بعض الكهوف التي أطلقوا عليها اسم قرية "المقفرة"؛ بعد منع الاحتلال لهم من تشييد منازل تليق بالحياة الآدمية. ورغم المعاناة التي تتكبدها هذه العوائل؛ إلا أنها تصر على البقاء والعيش بين الصخور لحماية أراضيها من "غول" الاستيطان. الفلسطيني عبد المنعم كعابنة (49عاماً)، يعيش مع عائلته المكونة من أحد عشر فرداً داخل مغارة لا يعرف النور إليها طريقاً، ولا حتى النسيم والهواء. ويعتبر الرجل الأربعيني أن "الحياة هنا صعبة لكننا أعتدنا عليها والحمد الله ... هذه أرض أجدادي وآبائي مستحيل ان أفرط بحبة من ترابها". ويسكن عبد المنعم داخل كهف لا تتعدى مساحته 30 متراً مربعاً .. فيقول " لا أذكر شتاء مرّ من دون أن نغرق، أو أن يمرض أطفالي، وحتى في الصيف الحار الحساسية والبعوض لا تفارقنا، وإذا واحد من أولادي اشتهى كأس شاي فلا يمكن إعداده إلا على الحطب في ظل عدم توفر الكهرباء وغاز الطهو في كثير من الأحيان". وتقول والدته وهي تجلس على حصيرة متآكلة :"عشت هنا قبل أولادي وهم اليوم يعيشون في المكان نفسه وكل جيل فينا يسلم للثاني .. الحمد لله على كل حال، وتضيف " يلي بقعد بوطنه بعيش أحلى عيشه". وعلى بعد أمتار منها يلهو الابن الأصغر لعبد المنعم الذي يبلغ من العمر 11 عاماً مع أبناء قريته البسطاء بين الجبال. ويقول الطفل "لا يوجد لدينا كهرباء، قبل عامين كان لدينا تلفاز وكهرباء لكن الاحتلال الإسرائيلي هدم مسجد القرية وحطم المولد الذي كان يزودنا بالكهرباء لعدة ساعات ليلاً"، ويتابع "عند ذهابي للمدرسة سيراً على الأقدام أتعرض لمضايقات واعتداءات المستوطنين المتكررة ". وتمنع سلطات العدو الفلسطينيين من البناء في المناطق المصنفة "ج" بحسب اتفاق أوسلو، وتهدم مساكنهم. ووفق الاتفاقية الثانية الموقعة بين "منظمة التحرير" و"إسرائيل" عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق : "أ" وتشمل 18% من مساحة الضفة ، وتسيطر عليها السلطة أمنياً وإدارياً، و "ب" تمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية "إسرائيلية" ، أما "ج" فتمثل 61% من مساحة الضفة ، وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية "إسرائيلية"، ما يستلزم موافقة الاحتلال على أي مشاريع أو مخططات تخص فلسطينية. بدوره، يشير منسق "لجان المقاومة الشعبية" في جنوب الخليل، راتب الجبور، إلى أن نحو 15 عائلة فلسطينية تسكن في قرية "المقفرة" . ويقول الجبور: "السكان يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة، يعيشون في كهوف بلا كهرباء ولا ماء، وبدون طرق ممهدة تقود إليها، يستخدمون المركبات غير القانونية، والدواب للتنقل". ويوضح أن المستوطنين يستولون على الأراضي لصالح توسعة معسكرات التدريب الخاصة بجيش الاحتلال، مضيفاً أنهم، أي "المستوطنون"، يقطعون أشجار المواطنين ويسممون أغنامهم، ويعتدون على الأطفال والنساء في محاولة لترحيلهم. وتحاول عدة جمعيات فلسطينية تقديم الدعم لسكان القرية، وبناء منازل حديثة لهم؛ لكن الاحتلال الاسرائيلي يمنع ذلك.