أكد سماحة الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين إن الزيارة إلى المملكة العربية السعودية كانت احد أسباب الاحتقان النفسي لبعض الأطراف في العراق (أنا أظن إن هذه الزيارة فعلا كانت سببا من أسباب الاحتقان النفسي لدى بعض الأطراف وهي زيارة عادية كانت بمناسبة أداء مناسك العمرة، واستقبلنا الأخوة في المملكة استقبالا كريما وهذه الزيارة لم تتطرق إلى إيذاء احد أو ذكر احد وإنما تطرقنا إلى الوضع العراقي والى مأساة العراق والى السبل التي يمكن سلوكها في خروج العراق من أزمته الحالية بل من مصيبته الحالية . وجدنا بعض الأطراف قد اغتاظوا كثيرا وتكلموا عنا بصراحة واتهمونا بالإرهاب واتهموا الهيئة بأنها حاضنة الإرهاب والى ذلك ولم نرد على هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة ). وحول سؤال عن إن سماحته التقى مسؤولين في المملكة قال ( أبدا لم التق بمسؤولين أمنيين وزيارة الوزراء تكون معلنة ونحن لسنا دولة حتى نجتمع معهم في زيارات عمل وجلسات خاصة وما إلى ذلك، وإنما هي زيارات على هامش أدائنا لمناسك العمرة في المملكة العربية السعودية وهذا تقليد لدى كل دول الخليج وانك إذا زرت ملكا أو أميرا تزور أكثر من أمير أو أكثر من مسؤول من المسؤولين في تلك الدولة ). ووضح الشيخ الدكتور الضاري في لقائه مع قناة الشرقية الفضائية حول مجلس إنقاذ الانبار وعن وجود شخصيات معروفة (أنا لو كنت اعلم أن في هذا المجلس شخصا محترما لما تكلمت ولو كنت اعرف أن مشايخ الانبار الحقيقيين والمعروفين نسبا وعوائل وأنا بالمناسبة من العشائر واعرف رؤوس العشائر لاسيما عشائر الانبار لما تكلمت بهذا الكلام،ثم إني التقيت في الأردن رؤساء قبائل من الانبار وغيرها جاؤوني مؤيدين ومستنكرين لهذه المذكرة وإذا شاؤوا فليتصلوا بمن يعتقدون أنه شيخ فليتصلوا به وليتأكدوا من موقفه منهم . وعن عزم رئيس ما يسمى بمجلس إنقاذ الانبار في تقديم دعوى ضد فضيلة الشيخ الدكتور أجاب (ليقدم نفسه هو أولا إلى التحقيق بما فعل وانا مستعد لان أقدم بعده بيوم واحد نفسي للتحقيق على كل حال لانريد أن ندخل في هذا الموضوع. كما نقل إلي انه تكلم عليّ وعلى تأريخي وأنا مسامحه وأنا امتثل قول الله عزو جل ((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )). وفي سياق الحديث عن وثيقة مكة وعن عدم حماسته للموضوع وانتقاد البعض لفضيلته أكد سماحته ( لو لم أكن متحمسا لم احضره أنا صريح وأنا صاحب إرادة. ولو لم أكن متحمسا لما أرسلت وفدا عالي المستوى من هيئة علماء المسلمين للتوقيع عليها .وعلى هؤلاء المنتقدين أن ينتقدوا من لم يأتوا بأنفسهم ولم يرسلوا من ينوب عنهم وإنما أرسلوا رسائل ونحن أرسلنا وفدا ورسالة عني خاصة والمؤتمر كان بهذا المستوى وبذلك تعاملنا معه) . وعن سبب إصدار المذكرة ودوافعها وأسبابها وهل لفوز الديمقراطيين اثر ( أنا قلت أن هذا سبب من الأسباب وهو سبب أكيد لان التغييرات تسببت في احتقان المسؤولين في العراق وتوقعوا توقعات كبيرة وكثيرة في أن تحدث هذه التغييرات فخافوا من المجهول لذلك ربما أرادوا أن يختلقوا أزمة أو فتنة أو الهاء الناس من ناحية وإرباك الأمور في العراق بما في ذلك قوات الاحتلال والإدارة الأمريكية لأنها تسعى إلى التهدئة في العراق وأي فتنة ربما تؤثر على الهدوء الذي يريدونه لمصلحة ليس إلا). وعن الديمقراطيين ومواقفهم من قضية العراق وهل هناك توافق مع أهداف الهيئة في إنهاء الاحتلال قال (مواقفهم متغيرة ومتناقضة والى الآن لم يستقروا ونحن لا نعلق أعمالنا ولا مستقبلنا على تصريحات هؤلاء ،وهؤلاء هم الذين أوصلونا إلى ما عليه الآن . ونحن لانبني مستقبلنا على هذه التناقضات أو على هذه التصريحات نحن أصحاب قضية وقضيتنا العراق ، استقلال العراق ووحدة العراق وسعادة أبنائه . هؤلاء أناس جاؤوا للعراق وضربوه وهدموه وجعلوه خرابا في كل شي ). وأضاف فضيلته (ربما تجبرهم حقائق الوقت والواقع على سلوك المقبول وليس السلوك المعقول ،ويعني السلوك المقبول أن يتركوا هذه ا البلد لأهله ،أن يتركوا السيطرة الكاملة في كل شؤونه ،عندئذ أبناء البلد يجتمعون فيما بينهم كل الأطياف والأطراف ويتوافقوا على قيادة بلدهم. ولكن على أساس المواطنة في الإخوة والإخلاص للعراق أولا وان يترك العراق من يحلو له أن يقول أنا عراقي أو مصلحة العامة أو مصلحة العراق ثم يقدم على هذه المصلحة مصلحته الشخصية ثم مصلحة الحزبية ثم الطائفية ثم مصلحته التبعية لهذا أو ذاك ). وأكد (نحن نريد أبناء العراق الذين يقدمون مصلحة العراق على مصالحهم الشخصية؛ ومصلحة العراق تتمثل في حريته وفي وحدته وفي هويته العربية والإسلامية وسعادة أبنائه). ورحب الشيخ الدكتور بأي خطوة لانسحاب الاحتلال ( نحن نرحب بكل خطوة ايجابية وفي مقدمتها انسحابهم من العراق لأننا نرى من بداية الأمر وما تأكد ألينا علميا إن الاحتلال هو المشكلة . وأنا متأكد أن العراق سيخرج مما فيه من مشاكل وما فيه من صعوبات وأنا أرحب إذا كانت هذه الفكرة صحيحية وإذا كانت جادة فانا وغيري من أبناء العراق المخلصين نرحب بهذه الخطوة ونعتبرها هي الخطوة الصحيحة ونبني عليها إن شاء العراق بلدنا .وإذا خرجوا من العرق نكون مرحبين وهذا هو الأسلوب الناجح في العراق). وأجاب حول دعوة بعض الشخصيات إلى واشنطن وهل سيذهب إذا ما وجهت له الدعوة( أنا لا اعلم بهذه الدعوة وتلبيتها تعود إلى الأشخاص الذين دعوا أما عني فلن استجيب لها ولن أرحب بها ). وعن الحوار مع الاحتلال قال (في العراق فتح حوار مرة واحدة عندما زارونا في الهيئة في مقرها في بغداد قبل الانتخابات الأولى جاءنا ممثل وبواسطة فرنسا - السفارة الفرنسية - وقال أنا ممثل عن السفارة الأمريكية ومعه عدة جنرلا ت ومسؤولين وتكلمنا في الموضوع الأمني والانتخابات وما إلى ذلك ونصحناهم يومها ولكنهم لم يستجيبوا للنصيحة وقلنا لهم جدولوا انسحابكم وتهدأ الأمور قبل الانتخابات والانتخابات لن تأتكم إلا بحكومة ضعيفة تطلب منكم البقاء في العراق وبالتالي سينتشر ما تسمونه بأعمال المتمردين -في ذلك الوقت- وكان يسمي المقاومة بالمتمردين يعني تنازل ربما مجاملة .فقلت له المتمردون هم حملوا السلاح من اجل تحرير بلدهم وإذا جدولتم كأن بلدهم قد تحرر لان الجدولة تؤدي إلى الانسحاب وهذا هو المطلوب وهو الحل الصحيح واتركوا البلد لأهله ولكن الجدولة بشروط منها أن تكون معلنة في هيئة علماء المسلمين هناك وإن تعذر الظرف الأمني ففي مكان آخر). وأضاف حول شروط الحوار (إن يكون الحوار هادفا وتكون الرغبة حقيقية في توصيف المشاكل والخروج منها أما أن تكون زيارة لاستطلاع الآراء فقط ففيها ضياع للوقت . وان يكون المتحاورين جاديين في الوصول للمشكلة التي تحاورا من اجلها ا.وتكون هناك إرادة حقيقية لتنفيذ ما توصل إليه من خلال الحوار وإلا سيكون الحوار ضياعا . وأوافق على الحوار من اجل مصلحة بلدي وأرحب إذا كان الطرف الثاني جاء وله رغبة حقيقية في الوصول إلى حل ). وأكد الشيخ بان الحكومة ستجدد لقوات الاحتلال البقاء (بالتأكيد أن الحكومة لو بقيت لعشرات السنين ستطلب وتطلب وتجدد إلى ما لانهاية والبرلمان من الحكومة والحكومة من البرلمان وهو ناطق باسم الحكومة والحكومة هي البرلمان اعني المسيطرين هم على الحكومة وأما البقية هم القوائم التكميلية فهذه لا اعتبار لها ولا قرار لها ولا يؤخذ بكلامها ). وعن قول البعض بان الانسحاب سيؤدي إلى فوضى أكد فضيلته (انسحاب القوات في الظرف الحالي لا يؤدي إلى فوضى. والعراقيون والحمد لله متماسكون اليوم أكثر من أي وقت مضى وهم عرفوا من لهم ومن عليهم ،عرفوا أعدائهم على حقيقتهم ،عرفوا الذين تاجروا بهم وبقومياتهم وبمذاهبهم وبمشاكلهم ومظلومياتهم وعرف الشعب العراقي من له ومن عليه، من الصادق ومن الكاذب ). وعبر الشيخ عن ثقته بان أمر العراق (سيفضي إلى خير وثقتي بالشعب العراقي عندما يجد الجد والأمر بعد الله إلى الجماهير والإرادة للشعب وليس للقوى المسيطرة بالسلاح على رقاب الشعب ). وأضاف (الشعب اليوم مأزوم والشعب اليوم مضغوط عليه، الشعب اليوم مصادرة إرادته ومكممة أفواههم واليوم يعيش العراقيون وضعا ما عاشه طيلة تاريخه المعاصر والسيطرة للمليشيات والمليشيات لرؤساء الأحزاب للقوى الهمجية .وقوات الاحتلال هي تدعم ذلك وهي التي تساهم وهي التي تغطيها وما ضربها لمدينة الصدر في يوم من الأيام ما ذلك الاتغطية لتسحب هي يدها من هذه المليشيات لتنسحب هي عن بغداد أو عن غيرها . الناس هم يحمون أنفسهم في كثير من الأحيان وعندما تأتي المليشيات إلى موقع من المواقع وإذا عجزت هذه المليشيات من الإيذاء أو ما تريد جاءت قوات الاحتلال وغطتها وبدأت تضرب معها المنطقة المهاجم عليها ،المنطقة المظلومة ويعد ذلك جاءت وفرغت المنطقة من سلاحها سلاح الدفاع الشخصي للدفاع النفس). وعن الخروج من الأزمة قال (الحل هو إنهاء العملية السياسية برمتها وما ترتبت عليها لأنها بنيت على أساس خاطئ بنيت على المحاصصة التي رسمها بريمر الرجل الذي وضع لبنة تهديم العراق والمحاصصة على أساس الفئوية والأغلبية . هذه العملية السياسية قامت على أسس خاطئة واستمرت ولذلك أسهمت في تدمير العراق ولازالت تسهم وهي تنقل العراق يوميا من سيئ إلى أسوء إذا أريد للعراق أن يخرج من هذه المصيبة فلا بد أن تنتهي هذه العملية السياسية ويؤتى لها ببديل لا يعتمد الطائفية وإنما يعتمد العراقية والوطنية ). وعد الشيخ المذكرة استفتاءا للصف الوطني والصف الآخر (أنا اشكر وزير الداخلية لان هذه المذكرة كانت استفتاءا للصف الوطني والصف الآخر للحكومة ومعارضوها وهذا الاستفتاء اظهر أن القوى الوطنية هي الرابحة وهي المؤيدة وهي التي يسمع كلامها ). وقدم فضيلته الشكر لكل من استنكر المذكرة (وبهذه المناسبة اشكر جميع الذين وقفوا ضد هذه المذكرة من أبناء شعبنا من الجنوب أساسا من مراجع وقبائل ومن الناس العاديين والذين راسلونا وعبروا عن سخطهم على هذه المذكرة وكذلك إخوتنا من أبناء الشمال من أشخاص وهيئات وأحزاب ومجاميع التي تبرع بعضها بان يحضر إلي في الأردن ليكون حارسا لي وأنا اشكرهم جميعا كما اشكر كل الهيئات والمؤسسات والهيئات الشخصية التي وقفت إلى جانبي وجانب القوى الوطنية ).