قدم الكاتب السعودي والمقرب من دوائر صنع القرار بالسعودية، جمال خاشقجي، مجموعة من الأسباب التي أدت إلى تعاظم القوة للمملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، من بينها ضعف "مصر" بسبب دخولها في حالة استقطاب حاد، حسب تعبيره. وعرض خاشقجي في مقال له نشرته صحيفة الحياة اللندنية، اليوم السبت، بعنوان" حديث في واشنطن:القوة السعودية الصاعدة"، ونقلا عن محاضرة ألقاها المستشار السياسي للسفير السعودي في واشنطن، "نواف عبيد، في مبنى الكونغرس الأمريكي مؤخرا، أن السياسة السعودية الحالية استمدت قوتها من الحقائق الجغرافية السياسية، كونها راعية للحرمين الشريفين، وأنها الدولة الرمز للسنة الذي يشكلون 90% من مسلمي العالم، وكونها الدولة القائدة في الوطن العربي. وأضاف خاشقجي أن من بين الأسباب الأساسية في القوة السعودية الصاعدة هو "انهيار العراق وسوريا وضعف مصر ودخولها في حالة استقطاب حاد عطل دورها القومي". وتابع خاشقجي، أن المملكة عضو في مجموعة ال20، والقائد الحقيقي ل "أوبك"، وأنها من أكبر الدول في تقديم المساعدات الخارجية، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تنفق سنوياً ما بين 20 و25 بليون دولار، معتبرا ذلك أحد أدوات النفوذ السعودي. وأوضح خاشقجي، نقلا عن "عبيد"، أن المملكة العربية السعودية تعتبر حليف استراتيجي للولايات المتحدة، وفرنسا، وباكستان، وبريطانيا، حيث أضاف خاشقجي تركيا للدول السابقة، موضحا ان تركيا تتواعد مع المملكة في منعطف تاريخي مهم، سيجعل منهما ثنائياً مهماً في تحولات المنطقة يستند إلى أنهما قادرتان وراغبتان، مع تبادل تجاري هائل مع الصين والهند واليابان. وأشار خاشقجي إلى أن عبيد أخرج روسيا من دائرة الصداقة السعودية، وجعلها مناوئة رئيسة لها على المنظورين القصير والمتوسط، لافتا إلى انه لا يستبعد "أن تؤدي سياسة الحزم السعودية الجديدة إلى أن يعيد الرئيس بوتين النظر في سياسة بلاده في المنطقة، التي ستخسر بالتأكيد إذا استمر الزخم الحالي في سياسة الرياض الجديدة، التي هي بحاجة لنجاح في اليمن لقطع الطريق أمام متشككي الخارج، والداخل أيضاً". واستخدم عبيد بحسب خاشقجي في محاضرته، "لفظ المبادرة أو التحرك السعودي في اليمن، كنموذج يمكن أن يتكرر في دول أخرى، ضمن كتلة دائمة من الدول المتوافقة في الرأي مع الرياض تعمل لتوفير الأمن والاستقرار وطيّ التمدد الإيراني في العالم العربي".