كشف مسؤول ليبي أن طرابلس رفضت محاولات بعض حكومات الدول الغربية التي تربطها بها علاقات جيدة التوسط في محاولة لحل الخلافات الليبية السويسرية التي اندلعت بين طرابلس وبرن عقب إقدام السلطات السويسرية العام الماضي على وقف هانيبال، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، وزوجته بعد ادعاءات من عاملين معهم بتعرضهما لمعاملة غير لائقة بالإضافة إلى الضرب والتعذيب. وقال المسئول إنه ليس سرا أن سويسرا حاولت إقناع بعض الشركاء الغربيين لليبيا مثل فرنسا وإيطاليا بالتدخل لإيجاد تسوية سياسية مقبولة لهذه الأزمة. وكشف المسئول في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ونشرتها اليوم الاثنين، عن أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وكلاهما من أصدقاء القذافي وأبرز حلفائه في الغرب سعوا للقيام بدور وساطة حميدة لكن القذافي رفض وأصر على مطالبة سويسرا بدفع تعويضات مالية والاعتذار وتقديم من قاموا بوقف نجله هانيبال للمحاكمة. وردا على إعلان الناطق باسم منتدى دافوس الاقتصادي العالمي ماثياس لوفكنس قبل يومين أن ليبيا ليست مدعوة إلى المشاركة في المنتدى الذي سيعقد في يناير المقبل في منتجع دافوس شرق سويسرا ولن تدعى إليه ما دامت علاقاتها مع سويسرا لم تعد إلى طبيعتها، أبلغ المسؤول الليبي الصحيفة بأن ليبيا رفضت العام الماضي دعوة رسمية للمشاركة في المنتدى. وأوضح أن طرابلس لا تريد في الوقت الراهن التعامل مع سويسرا على أي مستوى ما لم تغير من موقفها في قضية هانيبال القذافي. وكان لوفكنس قد قال "لم نوجه الدعوة إلى الليبيين ما دامت العلاقات مع سويسرا لم تعد إلى طبيعتها"، مؤكدا بذلك معلومات صحافية. وأضاف أن عدم دعوة دولة ما يشكل حالة استثنائية، موضحا أن أحد أبناء العقيد القذافي كان حاضرا في أثناء اللقاءات السابقة لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، الذي يضم سنويا أبرز الاقتصاديين والسياسيين في العالم. وشارك المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد القذافي، ورئيس مؤسسة القذافي للتنمية في منتدى العام الماضي، لكنه كان حريصا في المقابل على عدم ربط حضوره بموقف الحكومة والسلطات في ليبيا. يشار إلى أن العلاقات بين برن وطرابلس توترت منذ يوليو الماضي بعد وقف هانيبال القذافي، في فندق فخم في جنيف بدعوى إساءته معاملة اثنين من العاملات، تونسية ومغربية.