طالبت شخصيات إسلامية ووطنية مقدسية إلى التصدي لقرارات الإبعاد التي أصدرتها وزارة داخلية الاحتلال مؤخرا، وذلك بمنع شخصيات مقدسية وفلسطينية من دخول الأقصى وإبعادهم إلى خارج القدس. وشدَّدت الشخصيات على ضرورة كسر هذه الأوامر وعدم تطبيقها مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك، داعية في الوقت ذاته الفلسطينيين إلى مواصلة الرباط في الأقصى تحديا لهذه القرارات. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته "مؤسسة الأقصى للوقف الإسلامي" في مدينة القدسالمحتلة اليوم الثلاثاء، تحدث فيه عدد من الشخصيات الإسلامية والوطنية التي تعرضت لهذه القرارات. الأقصى.. لن يهون وعرض خلال المؤتمر فيلما وثائقيا بعنوان "لن يهون" تحدث عن المسجد الأقصى والخطر الذي يتهدده من خلال منع الفلسطينيين من الدخول إليه والسماح للجماعات اليهودية المختلفة باستباحته والصلاة فيه. من جهته، حذَّر الشيخ رائد صلاح من القبول بهذه الأوامر، وقال: "لا يحق لنا ولا يجوز أن ننكسر أمام أوامر دخول الأقصى، وإن كان الاحتلال يعتقد أن هذا سيمنعنا فليعلم أن لنا بديلا بالآلاف ووجودنا أقوى منه". وأضاف " إن معنى هذه الأوامر خطير جدا، حيث إن الاحتلال حتى العام 2000 ببطشه وبقوة السلاح فرض القطيعة بين مدينة القدس والأقصى من جهة وأبناء الضفة والقطاع من جهة أخرى، وأن هذه الأوامر محاولة توسيع هذه القطيعة بين القدس والمقدسات وبين أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 من جهة أخرى. وشدد الشيخ صلاح خلال حديثه على أن الاحتلال يحاول جعل المسجد الأقصى وحيدا، ولا يريد لأي فلسطيني أن يكون له أي صله معه، الأمر الذي يدلِّل على خطر قادم يتهدد الأقصى والمقدسات الإسلامية في المدينةالمحتلة. وتوجّه بالحديث إلى الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني قائلا: "إننا الآن أمام الحقيقة ولا يمكن لأحد الهروب منها ويجب على الجميع مواجهتها والإجابة على السؤال هل نريد القدس والمقدسات والمسجد الأقصى أم لا، وهل حقا نحن مصرون على قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس أم لا". ودعا الشيخ صلاح إلى استغلال الهوس الكروي الذي شهدته الأسابيع الماضية لخدمة قضية القدس، وذلك بتنظيم "دوري كأس الأقصى"، مشيرا إلى أن الفائز فيها لن يكون من يسدد الأهداف وإنما من "يمارس كل ضغط مشروع للدفاع عن الأقصى" على حد قوله. الخطأ في مواجهة القرار الأول من جهته، قال رئيس اللجنة الإسلامية العليا الشيخ جميل حمامي: "إن أخطاءنا في مواجهة القرار الأول الذي صدر في منع البعض من دخول الأقصى، فمنع المسلمين والمصلين من دخول الأقصى هو اعتراض صارخ على أبسط حقوق الإنسان، وهو حق العبادة". وأضاف "نحن المسلمون أمرنا باحترام عقائد الآخرين، ولكن في المقابل الاحتلال لا يحترم هذا الحق، ولا يفكر إلا بمنطق القوة الفاشل والمرهون بفترة زمنية سيكون مصيرها الفشل". ووجّه الشيخ حمامي رسالة إلى الشعوب والقادة وأصحاب الفكر والرأي قائلا: "لماذا تصمتون إلى هذه اللحظة، فنحن ندافع عن أبسط حقوقنا الإنسانية وهي العيش والعبادة والتنقل، وهي حقوق كفلتها كل الشرائع السماوية والدنيوية وحقوق الإنسان". وتابع قائلا: "إننا في بيت المقدس نذبح في كل يوم وفي كل لحظة، ونطرد من بيوتنا، ولكننا على ثقة أن هذا الظلام إلى زوال". المسيحية تتبرأ وفي كلمته، حيا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا القائمين على التقارير والأفلام والتي تبرز للعالم بأسره الظلم والمعاناة المستمرة التي يكابدها المقدسيون، منذ احتلال المدينة والتي تستهدف المقدسات والإنسان و كل شيء عربي. ووجه حنا رسالة تضامن باسم الكنائس المسيحية بالقدس والمسيحيين في الأراضي المقدسة، مع الأقصى والمقدسات الإسلامية، عادًا أن الاعتداء عليها هو اعتداء على كل القدس وكل مكوناتها الدينية والتاريخية والحضارية. وعلَّق على حديث أحد السياح الأجانب والذي تحدث خلال الفيلم وعرَّف نفسه على أنه "مسيحي" وبرر فيها الإجراءات الاحتلالية ضد الأقصى المبارك. وقال: "إن المسيحية التي نتحدث عنها لا يمكن أن تبارك الظلم والعنصرية، وتبارك منع المسلمين"، مشددا على أن المسيحية براء من هذه المواقف المتضامنة مع الاحتلال في حين أن المسيحية تدعو إلى التضامن مع المظلوم". وتابع حنا قائلا: "المسيحيون الحقيقيون مدعوون للتضامن مع الشعب الفلسطيني والمقدسات وإلا لا علاقة للمسيحية بسلوكياتهم ومواقفهم، عادا أنهم يأتون للترويج للصهيونية وباسمها وليس باسم المسيحية". لن أنفذ قرار الإبعاد من جهته أكد الشيخ يوسف الباز، والذي تلقى قرار إبعاد عن المسجد الأقصى المبارك مؤخرا، أنه لن ينفذ قرار الإبعاد وأنه سيتوجه إلى الأقصى كلما دعت الحاجة لذلك، وأن القرار لا يساوي بالنسبة له "قشرة بصل". وتابع الباز "في أي لحظة أرى حاجة أن أذهب إلى الأقصى المبارك سأذهب، ولن أعتبر أن هذا القرار له وجود مطلقا وهذا ما أفعله وأدعو كل مسلم على وجه الأرض أن يفعله، فالاحتلال لن يحول بيننا وبين المسجد الأقصى لحظة واحدة". واعتبر الشيخ الباز أن هذه القرارات دليل على فشل الاحتلال، وقال: "لم أشاهد فشل أكبر من أن نأخذ أمرا من جيش "إسرائيل" يمنعنا من دخول المسجد الأقصى، فهذا دليل على أن الاحتلال الإسرائيلي أوهى وأعجز وأضعف بأن يحول بيننا وبين المسجد الأقصى المبارك".