رفضت سلطات العدو الصهيوني عودة الطالبة برلنتي من العودة إلى بيت لحم لإنهاء دراستها الجامعية، بعد إبعادها مؤخراً بذريعة أنها "لا تحمل إذنا بالإقامة في الضفة". ما زال الأمل يحدو الطالبة الغزية برلنتي عزام -22عاماً- بعودتها إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، كي تستكمل ما تبقى لها في دراستها والحصول على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال والترجمة. وقالت عزام:" وجودي في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية لم يشكل يوماً خطراً على أمن إسرائيل، فقد كنت هناك بغرض استكمال تعليمي الجامعي في إدارة الأعمال، فأنا لم أنفذ أي عملية استشهادية ضد الإسرائيليين". وأضافت "لم يبق لي سوى شهر واحد لإنهاء دراستي في الجامعة الكاثوليكية ببيت لحم وأحصل على الشهادة، ولكن سلطات الاحتلال حرمتني من مواصلة ما تبقى لي في الجامعة"، متمنية أن تعود إلى بيت لحم مرة أخرى كي تكمل دراستها. وتمنت لو كانت "ضفاوية" حتى تتمكن من استكمال دراستها، مشيرةً إلى أنها حاولت فترة وجودها في بيت لحم تغيير مكان هويتها بكافة الوسائل، إلا أن المكاتب الفلسطينية كانت ترفض طلبها، وتقول لها "أنت من غزة". وكانت سلطات الاحتلال أوقفت في 28 أكتوبر الماضي برلنتي عزام التي كانت تدرس إدارة الأعمال والترجمة في الجامعة الكاثوليكية التي يرعاها الفاتيكان, وتم ترحيلها إلى غزة مكبلة اليدين ومعصوبة العينين. وبرر جيش العدو قراره بأنها لا تحمل إذن إقامة قانوني للبقاء في الضفة الغربية وأن هويتها تورد أن عنوانها في غزة، ولكن حسب منظمة "غيشا" التي تدافع عن تلك الطالبة فتعتبر أنها كانت تقيم بصورة قانونية في الضفة. وعن تفاصيل إبعادها إلى غزة، قالت عزام:"خلال عودتي من رام الله إلى بيت لحم أوقفني جنود الاحتلال على حاجز الكونتينر شرق بيت لحم، وطلبوا مني هويتي وحينما علموا أنني من غزة، حجزوني لمدة ست ساعات متواصلة، دون أن أعلم ماذا يحدث معي". وتابعت:" بعد ست ساعات من الاحتجاز، قامت مجندات إسرائيليات بتفتيشي وتكبيل يدي وتعصيب عيني ووضعوني في جيب عسكري وبعدها بساعتين وجدت نفسي أمام بوابة معبر بيت حانون، وكل ذلك حصل دون أن أعلم بما يحدث حولي". ووصفت عزام الطريقة التي تم إبعادها فيها إلى غزة "بالوحشية والمزرية"، مطالبة في الوقت ذاته بعودتها إلى بيت لحم لإكمال دراستها التي بدأتها قبل أربعة سنوات أي منذ 2005. وحول شعورها في تمسك سلطات الاحتلال ببقائها في غزة، قالت:"إنه شعور لا يوصف، فإنني مصدومة للغاية وكل ما أتمناه هو العودة إلى بيت لحم كي أواصل مسيرتي التعليمية"، مشيرة إلى أن تغيراً كبيراً قد طرأ على حياتها فور إبعادها إلى غزة، نظراً لأنها بقيت عاجزة عن أكمال تعليمها. وأكدت عزام على وجود اتصالات مكثفة من قبل إدارة الجامعة التي تدرس فيها بهدف إثارة قضيتها على المستوى الدولي، عادة أن هذه الاتصالات رغم عدم جدواها إلا أنها تشكل ضغطاً على "إسرائيل". وأشادت عزام بجهود ودور الجامعة ومنظمة ""غيشا" المتواصل في سبيل الضغط على الاحتلال لعودتها إلى بيت لحم من أجل إكمال دراستها. وأوضحت أنها كانت قد حصلت في عام 2005 على تصريح زيارة إلى مدينة القدسالمحتلة لأسباب دينية مسيحية، الأمر الذي دفعها إلى الذهاب لبيت لحم من أجل إكمال دراستها الجامعية بعد حصولها على الثانوية العامة، وبقيت هناك حتى إبعادها إلى غزة الشهر الماضي. وكانت ما يسمى ب"المحكمة الإسرائيلية العليا" التي قدم إليها جيش العدو حججه قد أوصت الطرفين بالتفاهم كي تتمكن الطالبة عزام من إنهاء دراستها مقابل "كفالة مرتفعة"، فيما ستصدر المحكمة قراراً جديداً في غضون أسبوع. وتقول منظمة "غيشا" إن :"السلطات الإسرائيلية يمكن أن تجبر نحو 25 ألف فلسطيني على الانتقال إلى غزة لأن عناوينهم مسجلة في القطاع". ولا يسمح كيان العدو لسكان غزة بمغادرتها إلا في حالات الطوارئ الطبية، وذلك بسبب الحصار الصهيوني الذي تفرضه على القطاع منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام.