اعْتَرف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" بارتفاع جرائم المتطرفين ضد المسلمين بالولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن السنة الماضية شهدت أكثر من مائة جريمة "كراهية" ضد المسلمين. وقال المكتب: إن الجرائم التي طالت مسلمين تتجاوز ال105 حالات عام 2008، وأوضح أنه من الصعب إجراء مقارنة مع السنوات الماضية لمعرفة اتجاه معدلات جرائم الكراهية، وذلك بسبب طبيعة البيانات المتعلقة بها، والتي تقدمها الولايات بشكل طوعي يتفاوت بين عام وآخر. ويقسم تقرير "إف بي آي" الجرائم إلى نوعين، يطال الأول الأفراد، بينما يطال الثاني الممتلكات، وتشير الإحصائيات إلى أن النوع الأول يقع بشكل عام قرب الأماكن السكنية أو في الطرقات العامة، بينما تتركز صور النوع الثاني بتدمير الممتلكات أو تشويهها أو إحداث أضرار فيها، إلى جانب السرقة. وتمكن "إف بي آي" من اكتشاف 6300 مجرم ضالع بهذه القضايا، يشكل البيض 61% منهم، بينما يشكل السود 20%، ويتوزع الباقي على جنسيات متعددة. وكانت تقارير أمنية أمريكية أعدها مركز "ساوثرن بوفرتي لو" قد أشارت مؤخرًا إلى تزايد في أعداد المجموعات المسلحة والمليشيات اليمينية المسلحة في أمريكا، ونبهت إلى أن تنامي قدراتها قد يهدد بدخول الولاياتالمتحدة في دوامة من العنف الداخلي "في المستقبل القريب" على حد تعبيرها. وذكر المركز "أن الأجهزة الأمنية الأمريكية رصدت وجود 50 مليشيا جديدة في البلاد عام 2009، تمارس تدريبات مسلحة متطرفة تستهدف أغلبها المسلمين، ونقل عن خبير أمني قوله إن مسألة اندلاع عنف وتهديدات بات "مسألة وقت". ولفت تقرير المركز إلى أن العناصر المسلحة المنضوية في هذه التنظيمات تضم "عناصر قومية" موزعة على حركات لمجموعات شبه مسلحة أو تيارات تعارض دفع الضرائب للحكومة المركزية أو اتجاهات تنادي ب"السيادة الوطنية." وفي فبراير الماضي، أوضح تقرير أعدته هيئة أمريكية مختصة، أن التنظيمات المتشددة والعنصرية المعروفة باسم "مجموعات الكراهية"، التي تضع نصب أعينها معاداة طبقة أو عرق أو شريحة معينة، تزايدت بنسبة 54% منذ عام 2000، لتصل إلى أعداد غير مسبوقة في تاريخ البلاد. وذكر التقرير أن تلك المجموعات التي كانت تصبّ جام غضبها على المهاجرين اللاتينيين، باتت اليوم تستهدف المسلمين أو أصحاب البشرة السمراء، خاصة بعد تولي باراك أوباما الحكم وهو ذو بشرة سمراء.