أكد محللون أن التفاؤل الحالي بتشكيل الحكومة اللبنانية، لا يكفي للدخول بالبلاد إلى مرحلة إيجابية كاملة، لأن الوضع مازال هشاً، ولا ينقصه سوى عود ثقاب ينطلق من احتكاكات إقليمية أو دولية، لتشتعل النار في القش اللبناني. واكتشفت الأطراف السياسية الرئيسية في المعادلة اللبنانية، أن التحولات الإقليمية التي أدى إليها إخراج الجيش السوري من لبنان، في أعقاب اختيار رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005، ربما لا تكون كافية لإخراج سورية "سياسيا" من المعادلة اللبنانية، وأن فكرة نزع سلاح حزب الله ربما لا يكون مناسبا في الظرف الإقليمي القائم حاليا، والذي يشهد تعنتا إسرائيليا كبيرا، لذلك بدا أن تشكيل الحكومة اللبنانية الأخير، هو مجرد هدنة بين القوى السياسية المتصارعة في لبنان، على أمل أن تنجح الحكومة اللبنانية في إنجاز انفراج حقيقي في العلاقات بين أطراف المعادلة اللبنانية، بما ينزع ألغام الاحتقان الطائفي والمذهبي. ربما يكون قبول حزب الله المتأخر للدخول ضمن التشكيل الحكومي، هو إشارة إلى اقتناع قادته بضرورة السعي لاحتواء الموقف الداخلي، حتى لا يكون لبنان امتداداً مباشراً لصراعات متفجرة ذات طابع عرقي أو مذهبي في المنطقة بأسرها. ويشير محللون إلى أن دخول حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة، ربما يكون خطوة نحو تثبيت الاستقرار الإقليمي، والتوازنات السياسية ما بين المملكة العربية السعودية، الداعمة لتيار المستقبل، وقوى 14 آذار، وبين النظام السوري الداعم لحزب الله، فقد كانت زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق، خطوة كبيرة نحو تثبيت التقارب بينهما، وهو تقارب ربما يزداد قوة في حالة دخول مصر في المحور السعودي السوري، مع استمرار المساعي السعودية للتقريب بين القاهرةودمشق.