يعتبر الإعلام هو المحرك الأساسي لعقول المواطنين وتوجيه الرأى العام، وتكوين الأفكار لدى الشعوب،، وفي بعض الأحيان لسان حال الدولة، لينقل سياستها واتجاهاتها، ولكن قد يسبب أزمات دبلوماسية مع دول أخرى، في حال ظهر انعدام الحس الإعلامي والمهنية، في تناول المواضيع الحساسة. ويرصد موقع "بوابة القاهرة" أبرز الأزمات الدبلوماسية التي افتعلها إعلاميون، بتصريحات أو تلميحات اتسمت بالتهور والإندفاع وعدم المسئولية في آن واحد. أماني والأشقاء يُعد تهكم أماني الخياط على الشعب المغربي، هو الأبرزفي هذا الموضوع، والذي وصل إلى حد الإساءة بشكل "فج" لشعب شقيق، وهو ما قوبل بغضب عارم في الإعلام المغربي، والشارع المصري على حد سواء. وبالطبع كان المد عاليًا على الإعلامية، مقدمة برنامج "صباح أون" على شبكة قنوات أون تي في وقتها، والمعروفة بحدتها في تناولها للأخبار، ما أدى لإجبارها على تقديم استقالتها على الفور، بسبب الإساءة التي ألحقتها بشعب عربي. ولم تكن الإستقالة كافية لتشفي غليل المغاربة، بل أصدرت الإعلامية، بيانًا رسميا تعتذر فيه عما بدر منها في حقهم. فقد ورطت أماني، الخارجية المصرية في أزمة دبلوماسية اختلقتها هي من العدم، بسبب "انعدام لباقة مفرط"، واضطرت الخارجية المصرية إلى الاعتذار بشكل رسمي للأشقاء العرب، كما أذاعت القناة على مدى أيام اعتذارها للشعب المغربي. ونشبت الأزمة، بسبب وصف الخياط، للمغرب، بأنها الدولة الأكثر إصابة بمرض الإيدز، مرجعة ذلك لإقتصاد المغرب الذي يقوم على "الدعارة"، وهو التصريح المسئ الذي أحدث تلك الجلبة الكبيرة. رانيا وقلة الدبلوماسية وفي سياق الأزمات الدبلوماسية، التي يتسبب فيها مقدمو البرامج، تارة لعصبية مبالغ فيها، وأخرى لإنعدام اللباقة في التعامل مع الضيوف، تأتي رانيا بدوي، لتفتعل هي الأخرى أزمة دبلوماسية من العدم. وجاءت أزمة رانيا نتيجة لإغلاقها الخط أثناء حديث تلفوني مع السفير الأثيوبي في مصر، بسبب عدم "اقتناعها" برد في مداخلة تليفونية لها معها، لتقرر بكل حزم وعنجهية إنهاء المكالمة، وغلق الخط أثناء مداخلة السفير. هذه المرة، الأزمة كانت أخف حدة على مصر، وتسببت في فصل رانيا من قناة التحرير على. وبعد فصل بدوي من قناة التحرير، اتجهت إلى العمل في شبكة قنوات أوربت في برنامج هنا العاصمة، بقناة اليوم مع الإعلامي عمرو أديب. الغيطي والهذيان ولعل تصريحات الإعلامي محمد الغيطي، التي زعم نقلها عن "مصادر مقربة" له، بأن الضفادع البشرية المصرية أسرت قائد اسطول أمريكي بحري كان يتجه صوب الإسكندرية لشن حرب على مصر، من التصريحات التي أحدثت بلبلة؟!. وعلى الرغم من حديث الغيطي، والذي كان كفيلًا بإحداث أزمة دبلوماسية بين الجانب المصري، والأمريكي إلا أن الأمر قوبل بشئ من السخرية والاستخفاف، دون حدوث أزمة. ولكن هذا الهذيان لم يثنِ الصحف الغربية عن تناول الموضوع، فصالت وجالت مفسرة لتصريحات الغيطي، التي جاءت بلا مصدر موثق، وكادت أن تشعل فتيل أزمة، ولكن بدا أن الأمر تم تداركه. في حقيقة الأمر، أن انعدام الكفاءة والمهنية لدى غالبية الإعلاميين المصريين، نتيجة دخولهم المجال بالواسطة أو نتيجة محاولتهم ركوب الموجة لإرضاء السلطات أو اعتقادهم أن هذا في مصلحة "الوطن"، هو السبب الرئيس في تلك "الهرتلة الإعلامية"، التي تضج بها شاشات الفضائيات العربية ولاسيما المصرية، فهل من منقذ لما تبقى من إعلام ومهنية في مصر؟!