أثارت تصريحات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي عن خوفه من الإعلان عن إنجازاته خوفًا من "الأشرار الوحشين" سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا هذه التصريحات تدشينًا لمبدإ جديد في التعامل بين الشعب والرئاسة، والذي يقوم عادة على الشفافية والمصارحة. وكان السيسي قد أكد - خلال كلمته في فعاليات الندوة التثقيفية ال17 التي نظمتها القوات المسلحة الخميس الماضي - أنه يملك مشروعات ضخمة، إلا أنه لا يريد الإفصاح عنها خوفًا من الأشرار. وقال: "أنا مش عاوز أتكلم عن الإنجازات الكثيرة، عشان الأشرار من أهل الشر"، وأضاف: "صدقوني فيه كلام كثير ممكن أقوله، بس أنا عارف أهل الشر بيسمعوا الكلام وييجوا على الحاجة الطيبة وعاوزين يحرقوا قلبنا وقلبكم عليها". الإعلام يبرر ومن ناحية أخرى أطلقت وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للنظام الحالي حملة للدفاع عن السيسي - والتي حاولت تبييض وجهه - بعض الانتقادات الشديدة التي تعرض لها بعد حديثه. واعتبر الإعلامي خيري رمضان، المذيع بقناة "سي بي سي" الفضائية أن "حديث السيسي موجه إلى "الإخوان الإرهابيين" الذين كلما سمعوا عن "حاجة حلوة" يقومون بتفجيرها أو يعملوا حاجة حواليها". وأضاف رمضان: "الإخوان فور علمهم بهذه المشاريع يقومون بالتشويش عليها أو التشكيك في جدواها، وهم أهل شر فعلاً، وراح يزعلونا، يريدون أن ينكدوا علينا الفرح بهذه المشاريع".
أما الإعلامي تامر أمين فقد فسر لفظ "الأشرار" بأن المقصود به الإعلاميون الذين أجهضوا وقتلوا المشروعات قبل أن ترى النور، مشيرًا إلى هناك قاعدة معروفة لإجهاض المفاوضات والمشروعات، وهي أن تسرب للإعلام قبل بدايتها. وأضاف "أمين" في برنامجه "من الآخر" المذاع عبر فضائية "روتانا مصرية" أمس السبت، أن الأشرار الذي تحدث عنهم الرئيس السيسي في خطابه الأخير هم الإعلاميون وبعض الساسة". يذكر أن وسائل الإعلام نفسها كانت تشن هجومًا شرسًا على المشروعات التي كان يعلن عنها الدكتور محمد مرسي أثناء توليه الرئاسة؛ حيث تناولت بعض البرامج هذه المشاريع كمادة خصبة للسخرية، وكان الإعلامي باسم يوسف من أبرز الإعلاميين الذين شنوا حملة ساخرة ضد "مرسي". وبدأ الإعلام المصري سخريته من الرئيس مرسي خلال فترة ترشيحه للانتخابات الرئاسية، وذلك من خلال مهاجمتهم لمشروع النهضة؛ حيث تناولوا تصريحات مرسي الخاصة ب"طائر النهضة".