اهتمت الصحف الإسرائيلية بالتغييرات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإعفاء أخيه ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز من منصبه ، وتعيين الأمير محمد بن نايف خلفا له، فيما تم تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع وتعيين عادل الجبير سفيراً للسعودية في واشنطون. وقال الكاتب الإسرائيلي يؤاف شاحام في تحليل له أنه يتم في الولاياتالمتحدة فحص كيف يؤثر توزيع المناصب الجديد والمفاجئ داخل العائلة السعودية المالكة على العلاقات بين الرياضوواشنطن، وبينما يتعامل المسؤولون الحكوميون مع تلك الخطوات السعودية على أنها أمور داخلية، تجد تلك الجهات أنه من المؤكد بأنه سيكون هنالك تأثير كبير لتلك الخطوات على العلاقات – بشكل سلبي أو إيجابي. وقالت ماري هارف؛ نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال موجز قصير أدلت به أن الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولاياتالمتحدة ستستمر، طالما أنها استمرت طوال عقود دون أهمية لشخصية الرئيس الأمريكي أو الحكومة السعودية. وأوضحت هارف: “نحن واثقون من استمرار التعاون الحثيث والفعال مع القادة السعوديين”. كما وأشارت ، إيجابيًّا، إلى ولي العهد الجديد، محمد بن نايف، الذي تعاون بشكل كبير وعن كثب مع الإدارة الأمريكية. وصرحت أنه لقد تعاونت الإدارة الأمريكية مع الأمير محمد بن نايف في كل ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، ويُعلقون عليه الكثير من الآمال بهذا الخصوص. كذلك يعتبر تعيين عادل الجُبير، سفير السعودية في واشنطن، وزيرًا للخارجية تطورا إيجابيًّا لصالح واشنطن. حيث يكنُ الأمريكيون تقديرًا كبيرًا للجُبير، الذي يحمل شهادتين أكاديميتين أمريكيتين: لقب أول بالتميز في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة شمال تكساس، ولقب ثانٍ بالعلاقات الدولية من جامعة جورجتاون. يُعتبر الجُبير أيضًا، كما هي حال ولي العهد مُحمد، شريكًا هامًا في عملية المحاربة العالمية للإرهاب التي تقودها السعودية في الشرق الأوسط. ولكن، إلى جانب هاتين الشخصيتين اللتين تبعثا الراحة لدى الأمريكيين، جاء تعيين محمد بن سلمان وليًّا لولي العهد كخطوة أثارت البلبلة في واشنطن. بخلاف الجُبير الخبير جدًا بالشؤون الأمريكية، قالت الصحف الإسرائيلية فإن الأمير محمد الشاب غير معروف أبدًا في الميادين الدبلوماسية وزعمت أن تعيينه هو بمثابة إدخال عنصر غير متوقع للعلاقات بين الولاياتالمتحدة والمنطقة بأكملها. قال مسؤول سابق في إدارة أوباما للصحيفة الأمريكية “بوليتيكو”: “أعتقد أن هناك قلق من أن محمد بن سلمان مُتغطرس قليلاً، فيما يتعلق بالعملية العسكرية في اليمن”. ويقول المسؤول إنه على الرغم من نتائج عملية “عاصفة الحزم”، غير الموفقة، برأيه، هنالك توقع بأن يكون الأمير محمد مُقيدًا أكثر ومكبوحًا مُستقبلاً. يخشى الأمريكيون أن تكون منافسة بين محمد بن سلمان ومحمد بن نايف داخل العائلة السعودية المالكة، وقد يؤثر هذا سلبًا على العلاقات بين الدولتين. سوف يختبرون ذلك جيدًا، عن كثب، في السنوات القادمة. قدّرت الصحفية الأمريكية، ذات الأصول الإيرانية، ناهل طوسي من خلال موقع “بوليتيكو” أن خطوة تعيين محمد بن سلمان وريثًا لولي العهد تعني أن السعودية تنوي الاستمرار بسياسة الحزم في الشرق الأوسط، سواء بموافقة الولايات المُتحدة أو دونها. وعلّق أحمد الجارالله، رئيس تحرير صحيفة “السياسة الكويتية”، على الأمر الملكي الذي اتخذه الملك سلمان بن عبدالعزيز، قائلا: “عاصفة جديدة في السعودية، وأوامر ملكية بتغييرات في المناصب وشخوصها لعهد جديد، إنه العهد السلماني المبارك”. وأضاف الجارالله، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “التعيينات الجديدة في السعودية، معناها أننا أمام دولة شابة، يقال في فن الإدارة إنها فن اختيار المساعدين”. واستكمل الجارالله، “نرى دقة مراقبة سلمان لدولته خلال السنوات الماضية، الملك مدرك لقدرات من أعفاهم ومن عينهم”.