هكذا أصبح الأمر بعد الانقلاب، سداح مداح، كما يقولون، وأصحاب الرويبضة هو من يفتون وهم من يسمع لهم، في ظل أحكام إعدام أو اعتقال تنتظر علماء هذه الأمة. فهاجم المذيع يوسف الحسيني ما أسماها الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أحد الآراء الفقهية التي تقول بحرمة الاحتفال والتهنئة بالأعياد غير الإسلامية، فيما دعا إلى فتح نوادٍ للرقص الشرقي واصفا رافضيها بالجهلة. ووصف المذيع في قناة "أون تي في"، التي تتبع للمياردير القبطي نجيب ساويرس، بعض الآراء الفقهية ب"فتاوى بير السلم". وقال إن هذه "الأفكار المتطرفة موجودة منذ وجود محمد بن عبدالوهاب مع بداية الدولة السعودية"، مضيفا أنها "تهدد السلم العام في البلد والمنطقة، وتلوث صحيح الدين". ودعا الحسيني إلى فتح نوادٍ للرقص بأنواعه، ووصف "من يعارض الرقص الشرقي في مصر جاهل ولا يدرك أهميته". وقال إن الرقص الشرقي فن راق ولا يجب القضاء عليه في مصر، مشيرا إلى أن الفراعنة هم من أبدعوا في الرقص البلدي والشرقي. يذكر أن اسم الحسيني كان قد ورد اسمه في التسريبات التي تؤكد صلة أذرع إعلامية بنظام السيسي، وقد وصفه مدير مكتب السيسي، عباس كامل، في أثناء طلبه لترويج بعض الأخبار المؤيدة لنظام الانقلاب ب"الواد الحسيني". ويغلب في الفترة الحالية على وسائل الإعلام المصرية مهاجمة التراث الإسلامي بشكل عام، مستدلين على أمرهم ببعض الفتاوى القليلة التي أخرجت من سياقها. وقد قامت لجنة من وزارة التربية والتعليم بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدراس، بزعم أنها تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب.