أقر مصدر صهيوني رفيع المستوى بهزيمة كيان الاحتلال أمام إرادة المقاومة الفلسطينية التى أصرت على طرح تقرير لجنة 'جولدستون' لتقصي الحقائق حول العدوان على قطاع غزة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف. أقر مصدر صهيوني رفيع المستوى بهزيمة كيان الاحتلال أمام إرادة المقاومة الفلسطينية التى أصرت على طرح تقرير لجنة 'جولدستون' لتقصي الحقائق حول العدوان على قطاع غزة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف. وقال المصدر تعقيباً على مصادقة مجلس حقوق الإنسان في جنيف على تقرير لجنة "جولدستون" :"لقد خسرت 'إسرائيل' هذه المعركة..ولكن النضال لم يحسم بعد". ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن المصدر الصهيوني قوله:'' إسرائيل كانت تعلم أنها لن تنتصر أمام تقرير جولدستون"، وأضاف :"لكننا نؤكد أن العديد من دول العالم التي تحارب 'الإرهاب' في أفغانستان والعراق ستقف إلى جانبنا وتدعمنا في هذه المعركة". ملاحقة قادة الاحتلال من جهته طالب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' المجتمع الدولي وكافة دول العالم بمحاكمة الكيان الصهيوني وملاحقة قادته السياسية والأمنية والعسكرية في المحاكم المحلية والدولية على جرائمهم التي ارتكبوها بحق أبناء الشعب الفلسطيني. ورحب مشعل، بقرار مجلس الأمن الذي قبل تقرير جولدستون، معتبراً بأنه انتصاراً للشعب الفلسطيني ولدمائه الذكية في قطاع غزة وانتصاراً للحق والعدالة، وشكر الدول وكل المنظمات الإنسانية والحقوقية التي وقفت مع الشعب الفلسطيني وساهمت في نجاح القرار وإدانة الاحتلال. وقال مشعل :"هذا القرار دليل علني وثمرة مباشرة لإرادة الشعب الفلسطيني وإصرار منه على عرض التقرير من جديد مدعوماً بالشعوب العربية والإسلامية وإصرار العالم وكثير من الأطراف الدولية ومنظمات حقوق الإنسان'. وأضاف:'بهذه المناسبة نحيي الشعب الفلسطيني في غزة والضفة المحتلة وفي الداخل والخارج، وإن شاء الله تكون هذه المرحلة بداية إنصاف دولي لشعبنا الفلسطيني، ومزيداً من انكشاف الوجه القبيح للاحتلال الصهيوني'. انتصاراً للعدالة وفي سياق متصل أشادت 'الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة بالتصويت لصالح تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية في الحرب على غزة، بمجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف، معتبرةً ذلك انتصاراً للعدالة ولضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة. وكانت خمسٌ وعشرون دولة قد صوتت لصالح اعتماد توصيات تقرير القاضي ريتشارد جولدستون مقابل ست دول صوتت برفض التقرير وامتناع إحدى عشرة دولة عن التصويت. وقال رئيس 'الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة' الدكتور عرفات ماضي :'إن التصويت لصالح تقرير جولدستون يأتي إنصافاً لضحايا الحرب (الإسرائيلية) على قطاع غزة، وإدانة لمرتكب جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني'، معتبراً أن ما حصل 'خطوة هامة يجب العمل على استثمارها واتخاذ خطوات عملية لإدانة الاحتلال وتقديم قادتها لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي'. ورأى ماضي أن إعادة طرح التقرير في جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف، وتحقيقه هذا التأييد، جاء كنتيجة مباشرة للضغوط التي مارستها مختلف شرائح الشعب الفلسطيني وجمعيات حقوق الإنسان، في الداخل والخارج، على السلطة الفلسطينية للتراجع عن قرارها القاضي بسحب التقرير في الجلسة الماضية وإرجاء بحثه لستة أشهر. وأشاد رئيس الحملة الأوروبية بالجهود التي بذلها تحالف المنظمات الغير الحكومية الداعمة للشعب الفلسطيني والتي قامت بإجراء سلسلة اتصالات مع مندوبي الدول المشاركة في مجلس حقوق الإنسان من أجل حثهم على دعم إقرار التقرير وعدم تفويت فرصة إدانة الاحتلال على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ولفت النظر مع ذلك إلى أنه 'بالرغم من تصويت خمسة وعشرين دولة لصالح تقرير جولدستون، إلا أن ذلك مثّل تراجعاً في الدول المؤيدة للقرار، بعد أن كان عددها ثلاث وثلاثون دولة من أصل سبع وأربعين، وذلك قبل أن تطلب السلطة الفلسطينية إرجاء بحث التقرير، الأمر الذي كان سيعطي مزيداً من القوة لهذا التقرير'، لكنه عاد وأكد على أن 'هذه خطوة أولى لتصويب ما حصل سابقا من تأجيل'. وكشف ماضي النقاب عن أن جلسات مطولة بدأها وفد حقوقي عربي وفلسطيني منذ الخميس (15/10) مع المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي لبحث آليات التعامل مع تقرير جولدستون. التقرير أثار جنون إسرائيل وتعليقاً على تقرير جولدستون أكد الكاتب الكبير الصحافي محمد حسنين هيكل أن :"العرب لم يفهموا جيدا أهمية تقرير جولدستون، مشددا على أنه تضمن إيجابيات كثيرة جدا وهذا هو السبب الذي أثار جنون إسرائيل" . ووصف هيكل التقرير ب"الغير العادي لأنه ولأول مرة في تاريخ الكيان تحدث عن ارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية". وأشار إلى أن الكيان ارتكب في القطاع جرائم لا حصر لها بطريقة بشعة استفزت حتى يهود العالم، قائلا:'جنون القوة يأخذ أصحابه إلى آخر مدى ، لا جولدستون ولا غيره يستطيع إنكار مجازر إسرائيل'. وتابع'التقارير الدولية نوعان تقارير فاعلة وتقارير ساكتة، وتقرير جولدستون من التقارير الفاعلة لأنه تضمن بنودا تسمح بمناقشته في كل مكان في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة وفي محكمة الجنايات الدولية'. وبالنسبة لفرص تمرير جولدستون في مجلس الأمن مجددا، أكد هيكل أن الفرصة ضاعت قائلا:' العمل السياسي لحظة وفرصة، التعبئة باتت غير موجودة '، وتساءل في هذا الصدد: هل يمكن إعادة التعبئة التي كانت موجودة أيام الاستعداد لحرب 6 أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل ؟. وأضاف أن أهمية التقرير تكمن في الوقت الذي ظهر فيه، فالعالم كله كان معبئا ضد الكيان،بالإضافة إلى أن أمريكا في أزمة ،وبالرغم من أن الظروف السابقة كانت فرصة ذهبية للعرب لاستعادة بعض زمام المبادرة ، إلا أنهم أضاعوا الفرصة بالاعتماد كليا على أمريكا وإغفال بقية القوى في العالم وخاصة روسيا والصين. وتابع'الناس اللي وقفوا معنا خذلناهم، جولدستون وأنا أعرف هذا الأمر يقينا أحس بألم كبير، عمل بجهد وضمير رغم تلقيه تهديدات بالقتل، عرض نفسه للخطر، ولم يجد في المقابل سوى صدمة التأجيل والتشكيك والاستهتار'. وبالنسبة للوضعين الفلسطيني والعربي، أكد هيكل أن الفلسطينيين إما تحت ِالحصار كما في غزة أو اتخذوا رهائن كما في الضفة الغربية، قائلا :' عباس يصعب على أحيانا رغم اختلافي معه، هو رهينة في يد إسرائيل، تقوله أجل جولدستون يؤجل جولدستون'. وهاجم الوضع العربي قائلا:'العرب لا يوجد فيهم دولة قائدة أو صوت يسمع ، العالم العربي في مأزق، لم يهجر قضاياه فحسب بل هجر أيضا تاريخه ومستقبله '، واختتم قائلا:' مالم ينصلح حال العالم العربي لن ينصلح حال الفلسطينيين'. وكان "المجلس العالمي لحقوق الإنسان" أقر تمرير مشروع القرار المتعلق بتقرير جولدستون بموافقة 25 دولة ورفض 6 دول، فيما امتنعت 11 دولة أخرى عن التصويت.