زعم وزير الخارجية البريطاني الأسبق، اللورد ديفيد أوين، في تصريحات شاذة خلال محاضرة بالجامعة الأمريكية، تحدث فيها عن الاعتدال فى السلطة، والصحة البدنية والنفسية للزعماء وتأثيراتها على الحكم وصنع القرار، أن مصر انهزمت هزيمة منكرة في حرب أكتوبر 1973. وقال أوين الذي تولي وزارة الخارجية البريطانية قبيل توقيع معاهدة كامب ديفيد: " إذا أردتم القول بأنكم كدتم أن تهزموا إسرائيل فهذا صحيح، ربما كان بإمكانكم أن تهزموا إسرائيل ولكن ذلك كان يتطلب اشتراك الأردن، أو لو كانت لديكم صواريخ متحركة، فالحروب لا بد أن تتم بتغطية جوية"، وتابع:"كل ما أستطيع أن أقوله إنه لو كان انتصارًا فهو انتصار غريب الشأن لأن الدبابات الإسرائيلية كادت أن تصل إلي القاهرة". وفي رده علي انتقادات الصحفيين له، قال أوين:"لا بد ألا تنظروا لي كواحد من بلد غزا مصر وأنا مازلت متمسكاً برأيي أن مصر انهزمت في حرب 73 وأنها نجحت في استرداد أرضها بالوسائل الدبلوماسية". وقال أوين:"إن المخابرات البريطانية لم يكن لديها علم بزيارة الرئيس السادات إلي القدس، والسادات كان عاطفياً ومسلماً متديناً ولم يكن يدعي ذلك أو يمثل، وبيجن كان يشعر أنه مدين إلي السادات بشيء وكان عاطفيًا ومتدينًا أيضاً وكذلك كارتر"، وأردف بتهكم :"أمريكا لن تستطيع أن تجبر إسرائيل علي فعل شيء"..! وتحدث أوين فى حضور نخبة من المفكرين والسياسيين والصحفيين ، خلال حفل عشاء بمناسبة وجوده بمصر، بدعوة من مؤسسة هيكل للصحافة العربية. جدير بالذكر أن ديفيد أوين شغل منصب وزراء الخارجية فى حكومة العمال عام 1977، وهو دون الأربعين، ودخل مجلس العموم البريطاني نائبا عن العمال، واحتفظ بعضوية المجلس مدة 26 عاما متواصلة، وشارك فى تأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي وكان زعيما للحزب سبع سنوات حتى 1990. وللورد أوين العديد من المؤلفات السياسية المهمة من أبرزها، "مرض الزهو: بوش وبلير وانتشاء السلطة"، ويتناول فيه العلاقة بين رئيس الوزراء تونى بلير والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. أما كتاب "الاعتدال فى السلطة: قصة رؤساء مع المرض خلال مائة عام"، فيهتم فيه بما يتعرض له زعماء الدول من أمراض نفسية وبدنية، وتأثير ذلك على الحكم وعملية صنع القرار.