دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى وقف المعارك ضد تنظيم الحوثيين في صعده، الذي تتهمه صنعاء بالتمرد، كاشفاً أن صالح اتصل به خلال مواجهات مايو 2008 في لبنان طالباً منه ضمان أمن بعض الأشخاص، وقد قام الحزب بتلبية طلبه. مواقف نصرالله جاءت في كلمة ألقاها في حفل إحياء "يوم القدس" الذي أقامه حزب الله في بيروت. وعن فرص حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل قال: "إذا هاجمت إسرائيل لبنان علينا أن نحول التهديد إلى فرصة، سيأتون ب6 فرق إلى ارضنا، وإذا تمكننا من سحقها وتدميرها فأي مستقبل لإسرائيل في هذه المنطقة؟ إذا حطمنا الجيش الإسرائيلي يمكن يومها أن نذهب بالباصات إلى بيت المقدس". وتطرق نصرالله إلى الأحداث في اليمن، فناشد الرئيس علي عبد الله صالح بالقول: "الله بأهلك وشعبك، ولا دخل لي في التفاصيل، ولكن فلتبادر لوقف نزف الشعب وفتح الباب السياسي ولوقف إطلاق النار.. لست اعرف ماذا يجري هناك ولم يطلب مني أحد إطلاق هذه المناشدة". وتابع: "في يوم من الأيام أصغينا لك وأكرمناك اليوم نناشدك بأن تأمر بوقف القتال"، وذلك بعد أيام من مقابلة تلفزيونية لصالح اتهم فيها جهات ايرانية بدعم الحوثيين الذين ينفذ الجيش اليمني عمليات عسكرية ضدهم في صعدة شمالي البلاد.
وأكد أن "فلسطين من البحر إلى النهر هي لشعب فلسطين ولا يجوز لأحد سواء أكان فلسطينيا أم عربيا أم مسلما أم مسيحيا أن يتنازل عن حبة تراب من أرضها ولا عن مياها ولا عن حرف واحد من اسمها".
وقال إن "الكيان الصهيوني كيان سرطاني لا شرعية له وتجب إزالته"، معتبرا أن التطبيع مع إسرائيل حرام. وطالب نصر الله بالمحافظة على المقاومة في لبنان، ودعا العرب إلى دعم الشعب الفلسطيني، قائلا "اتركوا جيوشكم لحماية عروشكم".
وحث على إدخال السلاح والمال إلى الفلسطينيين، وقال "إذا فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وجرى دعمه فهو يملك الشجاعة والرجال والنساء لأن يستعيد بيت المقدس".
ووصف الأمين العام لحزب الله مسار المفاوضات مع إسرائيل بالعقيم، مشيرا إلى أنه وبعد سنين من الجولات كانت النتيجة المزيد من التنازل والتفريط في الحقوق.
وطالب العرب والمسلمين بالالتزام بخيار الممانعة، وقال "ليس الخيار إما أن نحارب أو نستسلم، هناك خيار ثالث هو أن نصمد ونقاوم ونمانع وننتظر المتغيرات، وهذا خيار منطقي وناجح".
الموقف الإيراني وتطرق نصر الله إلى ما اعتبره تبنيا من إيران لقضية دعم الشعب الفلسطيني ومساندة الشعوب العربية، مشيرا إلى أن إيران تعرضت للتشويه من بعض الحكومات والفضائيات العربية لأنها وقفت إلى جانب شعب فلسطين، ووجه شكره إلى إيران على دعمها السياسي والمالي وعلى كل صعيد.
وتطرق نصر الله إلى موضوع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، متسائلا "من يعمل لصالحهم، والآن لماذا يعلم العالم كله عن الطيار الإسرائيلي رون أراد والجندي جلعاد شاليط ولا يعرف أسماء الأسرى السوريين والفلسطينيين".
وقال إن قضية الأسير اللبناني يحيى سكاف والدبلوماسيين الإيرانيين ستظل مفتوحة ما دامت قضية رون أراد مفتوحة.
وعلى الصعيد اللبناني قال نصر الله "كلنا نخسر بالخطاب المذهبي لأنه سيف ذو حدين". وأضاف أنه "لا أحد يأخذ البلد إلى توتر سياسي وطائفي ومذهبي وأمني.. فكلنا نخسر بالخطاب المذهبي".
وقال نصر الله "كل من الفرقاء قام بما يمليه عليه حقه الدستوري (الاستشارات النيابية) وعدم تسمية المعارضة لرئيس غير سعد الحريري هو أمر إيجابي كي لا نتسبب في التشنج للرئيس الذي ستسميه الأكثرية"، في إشارة إلى عدم تسمية المعارضة اللبنانية للنائب سعد الحريري كرئيس مكلف.