يواجه ثوار ليبيا منذ أربعة أعوام مصيرا محفوفا بالمخاطر، تارة من قبل الجنرال العسكري خليفة حفتر الذي أعلن مواجهتهم في مايو الماضي تحت مسمى عملية الكرامة، وتارة أخرى مع تنظيم داعش في سرت، والتي تشهد اقتتالا ضاريا بين كلا الطرفين أوقع عشرات القتلى، وثالثة مع غالبية الدول الغربية التي تسعى للتدخل العسكري ووأد الثورة مثل فرنساوإيطاليا، ورابعة دبلوماسية برعاية أممية. وازدادت أوضاع الليبيين سوءًا في العام الأخير، وسط الأزمة السياسية المتصاعدة، والقتال الدموي المتناحر في البلاد، فمن ظهور للجنرال المتقاعد خليفة حفتر في مايو الماضي، إلى قتال في بنغازي، وقصف جوي في طرابلس، يصاحبه اقتتال ل"داعش" في منطقة سرت، وحوارات تفاوضية وصفت بالفاشلة.
الجبهة الأولى تكمن الجبهة الأولى، والتي يواجه فيها ثوار ليبيا قوات الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر في منطقة بنغازي، والتي أعلن عنها الأخير قرب سقوطها من يد الثوار. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، إن معركة تحرير مدينة بنغازي في شرق ليبيا قد دخلت مرحلتها الأخيرة، مؤكدًا أن الإعلان عن تحرير المدينة سيتم في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وقال المسماري إن مرحلة حسم المعركة بدأت بالفعل، حسب ما صرح به الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي مؤخرًا من أنها ستكون خلال أسابيع قليلة. وأوضح المسماري أن بنغازي شهدت قصفا متبادلا بين الجيش الليبي وتنظيم داعش الإرهابي وخاصة في الضواحي الغربية للمدينة في الوقت الذي سيطر فيه الجيش على منطقة بوعطني جنوب شرق المدينة، كاشفًا النقاب عن غارات جوية شنتها قوات فجر ليبيا على منطقة الزنتان الأولى.
الجبهة الثانية الجبهة الثانية هي تنظيم داعش المسلح، والذي ظهر في ليبيا منذ قرابة الثلاث شهور، حين ظهرت ولأول مرة على الأراضي الليبية، شاحنات محملة بمسلحين يرفعون أعلاما سوداء، لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأخرى ترفرف فوق الأبنية الحكومية تؤكد السيطرة عليها، منذ ذلك الوقت والتنظيم يتمكن من المناطق التي يسيطر عليها، حتى جاء الصدام الأخير بين التنظيم المسلح وقوات فجر ليبيا وثوار 17 فبراير، منذ 5 أيام، في مدينة سرت وبدأت قوات تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي في العاصمة طرابلس هجومًا لاستعادة مدينة سرت بوسط ليبيا من مسلحين يعلنون ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية، وتحدثت مصادر عن قتلى في الاشتباكات بين الطرفين. وأعلنت قوات "درع ليبيا" الوسطى في صفحتها على موقع فيسبوك أن الكتيبة 166 ووحدات من القوات المشاركة في طريقها لاستعادة الموانئ النفطية -المعروفة بقوات عملية الشروق- وتشتبك مع المسلحين في منطقتي هراوة والنوفلية. وأكدت مقتل أحد جنود قوات رئاسة الأركان بطرابلس، وأسر اثنين من قبل المسلحين. وتأتي العملية العسكرية حول مدينة سرت في وقت أحرزت فيه قوات تابعة لرئاسة الأركان في طرابلس في الأيام القليلة الماضية تقدمًا غربي طرابلس بسيطرتها على معسكر "أم شويشة" جنوب غرب مدينة العجيلات، واقترابها من قاعدة "الوطية" الجوية التي تسيطر عليها قوات موالية لخليفة حفتر القائد الجديد للجيش الخاضع لمجلس النواب المنحل المنعقد بطبرق شرقي ليبيا.
الجبهة الثالثة تكمن تلك الجبة حول محاولات بعض الدول العربية والغربية الدخول عسكريا في ليبيا، ففرنسا كانت أول من طالب بتدخل عسكري، وكذلك إيطاليا، حيث بحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي - خلال اجتماعهم منذ أيام ببروكسل - مقترحًا لمفوضية العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني يسمح بإرسال قوة أوروبية إلى ليبيا لدعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية. يتزامن مع دعوات الاتحاد الأوروبي للتدخل العسكري، نداءات مصرية وخليجية بذات المطلب.
الجهة الرابعة الدبلوماسية والتفاوض، هي الجهة الأخيرة والتي تقودها الأممالمتحدة، وبعض الدول العربية، مثل تونس والجزائر والمغرب. فالتفاوض الليبي- الليبي مرً بعدة مراحل غربية وعربية، كان الفشل مصيرها المحتوم. ثوار17 فبراير وقوات فجر ليبيا أكثر الأطراف التزامًا بشأن الحوار الليبي، بحسب المتابعين لجلسات الحوار السابقة، وفي نفس الوقت يواجهون ضغوطًا من قبل الجميع.