كتب - حمادة عبدالوهاب التتار الجدد أو بربر العصر... هو الاسم الذي يجب أن يطلق على تنظيم داعش، الذي مازال مسمترا في إدهاش العالم من وحشية الأفعال التي يقوم بها في الأماكن الواقعة تحت سيطرة التنظيم. ذبح العمال المصريين وحرق الكساسبة حي ويفعل ما هو أكثر في الرقة و الموصل وغيرها من الأماكن الواقعة تحت سيطرة التنظيم الموتور، وليس بعيد عن مصر سيطرة داعش على بعض المدن في الجاره ليبيا حيث سيطر على سرت والنوفلية وأجزاء من طرابلس. صراع الإخوة الأعداء وفي إطار زخم الصراع الكبير الذي تشهده ليبيا، أعلن مقاتلو ميلشيات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة طرابلس عملية "الرمال المتحركة" ضد تنظيم "داعش" في مدينة سرت، العملية تأتي بعد اشتباكات عنيفة بين كلا الطرفين استمرت لقرابة خمسة أيام، سقط خلالها قتلى وجرحى. وتشهد مدينة سرت الليبية اشتباكات مسلحة بين ميلشيات فجر ليبيا وثوار ال17 من فبراير، ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" حيث بدأت قوات تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي في العاصمة طرابلس هجوماً لاستعادة المدينة التي يسيطر عليها التنظيم. ومع استمرار القتال الدائر بين الطرفين، قال آمر كتيبة 166 التابعة ل"فجر ليبيا" ،إن تعزيزات عسكرية وصلت، للقوات المرابطة بمدينة سرت (وسط) ،قوامها 300 مركبة عسكرية متنوعة الأغراض وذلك لشن عملية عسكرية كبيرة ضد تنظيم "داعش" داخل مدينة سرت أطلق عليها اسم عملية "الرمال المتحركة". الجيش الليبي يشكك ومن جانبه شكك الجيش الليبي، في جدية المعارك الدائرة حاليا بين ميليشيات "فجر ليبيا"، مع ميليشيات "داعش"، مشيرًا إلى أنها قد تكون محاولة لإيهام المجتمع الدولي بأن ميليشيات "فجر ليبيا" تحارب الإرهاب. وقال الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، إن الجيش الليبي يعتبر الطرفين أعداء لأنهم إرهابيين، ونحن نراقب الموقف وسنتدخل إذا طالت اشتباكاتهم المدنيين". وأضاف: "نحن نتشكك وننظر بحذر حول هذه المعارك، وأنها ربما تكون مفتعلة لكسب (فجر ليبيا) تعاطف دولي على أنها تحارب الإرهاب، وهو الموقف الذي تبنته بريطانيا حين دافعت عنها". وقال المساري، "لكن في نفس الوقت كانت هناك خلافات بالفعل بين (فجر ليبيا) و(داعش) ووقعت اشتباكات محدودة، لكن تدخلت بعض الشخصيات التي تدير معارك الإرهاب في ليبيا لحلها". وتابع المسماري، أن مدينة سرت بالكامل باتت تحت سيطرة "داعش"، ولم يعد لفجر ليبيا إلا ميناء وحيد، ولو كانت المعارك جادة فإن "داعش" ستهزم فجر ليبيا لأنهم أكثر تدريبا وقدرة. مهاجمة حقول النفط قصف مسلحون متشددون بداية شهر مارس الحالي، حقلي نفط الباهي والمبروك وسط الصحراء الليبية ما تسبب في إلحاق أضرار بخط أنابيب يمتد إلى ميناء السدرة النفطي. وذكر المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية علي الحاسي أن قوة مسلحة كبيرة تطلق على نفسها "الدولة الإسلامية في ليبيا" قصفت حقلي نفط الباهي والمبروك، مضيفا أن المهاجمين ألحقوا أضرارا بخط أنابيب النفط الخام الرابط بين الحقلين وميناء السدر. ويقع حقل مبروك الذي كان تعرض مؤخرا لهجوم مماثل، على بعد 170 كيلومترا جنوب شرق مدينة سرت، فيما يبعد حقل الباهي عن سرت في الاتجاه نفسه مسافة 250 كيلومترا. الفائز الوحيد من الصراع أكد تقرير نشرته مجلة تايم أن استمرار الصراع في ليبيا يساعد تنظيم داعش في التوسع والبقاء، في ظل سلسلة الهجمات التي يشنها التنظيم ضد منشآت النفط المهمة. وأشار تقرير المجلة الأميركية، إلى أن استمرار التنظيم في مهاجمة موانئ النفط إنما يهدد فرص استقرار الدولة، التي تشهد حربًا متعددة الأطراف، من خلال حرمان أي حكومة وحدة وطنية مستقبلية من عائدات النفط المهمة اللازمة لإعادة بناء الدولة وتوفير احتياجات المواطنين الأساسية، وبهذا يستطيع التوسع وزيادة تواجده. ونقل التقرير عن الباحث الليبي وزميل معهد أتلانتيك كاونسيل ، محمد الجارح، قوله: يستغل التنظيم الحرب الدائرة بين الأطراف المختلفة لاستهداف المصدر الأساسي لعائدات الدولة . ويؤكد أنه من خلال مهاجمة منشآت النفط يحرم التنظيم أي حكومة وحدة وطنية من الأموال اللازمة لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية لمواجهة التنظيم. وأكد الباحث في مؤسسة كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط، فريدريك ويهري، أن التنظيم يتبع استراتيجية الفوضى ، مضيفًا أنه يسعى لزيادة مكانته وإبراز تواجده داخل ليبيا وتجنيد أكبر عدد ممكن من المقاتلين.