اتهمت اوساط سياسية مغربية شركات اردنية بلعب دور الوسيط للسلع والبضائع الاسرائيلية وتسويقها بالسوق المغربية. ونقلت صحيفة 'التجديد' المقربة من حزب العدالة والتنمية المغربي عن مسؤول في سوق الجملة بالدار البيضاء أن كميات من أنواع التمور الإسرائيلية غزت الأسواق المغربية، من خلال بعض أنواع التمور المستوردة من الأردن، وخاصة تمر ''مجدول''، إذ يتم وبشكل يومي شحن كميات كبيرة عن طريق شركات ومستثمرين من مختلف أنحاء المغرب. وقال المصدر نفسه أن شركات أردنية تستورد التمور الإسرائيلية وتعيد تلفيفها وإعادة تسويقها دون الإشارة إلى أصل المنتوج عن طريق بعض الشركات المغربية التي تعرف المصدر الحقيقي لهذه التمور. وقال عبد الاله المنصوري عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد وعضو سكرتيرية العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين ان خطوات ملموسة سيتم القيام بها لوقف موجة التطبيع مع الدولة العبرية. واضاف المنصوري ان سكرتيرية العمل الوطنية التي تضم ممثلين عن الاحزاب والتيارات السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ستعقد اجتماعا لمناقشة سلسلة اجراءات للوقوف في وجه اشكال التطبيع المتعددة التي تقوم بها جهات مختلفة لا تأخذ بعين الاعتبار إلا مصالحها الذاتية غير آبهة بمشاعر ومواقف الشعب المغربي الرافض للتطبيع او اية علاقات مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، إن كانت علاقات سياسية او تجارية او اقتصادية او سياحية او ثقافية. واكد المنصوري ان السكرتيرية وبالتنسيق مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح االفلسطيني تضع تصورا للتحرك على الصعيد الشعبي او الحزبي لتطويق مبادرات تطبيعية، في اشارة الى اعلان ناشطين أمازيغ في وقت سابق من الشهر الجاري عن تأسيس جمعية للصداقة الأمازيغية اليهودية بمدينة أكادير جنوبي المغرب وتسعى حسب بيان تأسيسها الى 'توثيق الصلات التاريخية بين الأمازيغ واليهود الإسرائيليين الذين استوطنوا المناطق الأمازيغية بالمغرب وهاجروا إلى إسرائيل'. وقالت هذه الجمعية - التي ذكر بيانها أن الإعداد لتأسيسها تم منذ عام 2007- إن بإمكان هؤلاء اليهود الإسرائيليين 'العودة إلى المغرب بأي وقت يشاؤون'. وحددت الجمعية لنفسها أهدافا ثقافية وأخرى سياسية وثالثة اقتصادية واجتماعية. وأكدت أنها تسعى ثقافيا لتشجيع التعاون والتبادل الثقافي بين الأمازيغ واليهود والحفاظ على تراث اليهود الذين هاجروا من المغرب إلى جهات أخرى. وترمي سياسيا لحماية الحقوق الأساسية للشعبين الأمازيغي واليهودي، ومكافحة اللاسامية والعنصرية، والاعتراف الدستوري والرسمي باللغتين الأمازيغية والعبرية بالشمال الإفريقي وبالعالم كله. وتسعى لمكافحة 'التشدد' بكل أشكاله واستغلال الدين لأغراض شخصية وسياسية. وتعتزم الجمعية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ربط صلات لتحقيق مشاريع تنموية وصحية وفلاحية وصناعية بين المغرب وإسرائيل. ويحاول هؤلاء الناشطون الامازيغ الظهور الاعلامي من خلال استفزاز مشاعر الشعب المغربي عبر ابراز اهتمام بالتطبيع مع اسرائيل واعلان التبرؤ من دعم الشعب المغربي للشعب الفلسطيني. ويقول احمد الدغرني الذي اسس حزبا للامازيغ لم ترخص له السلطات إن الصراع الدائر في فلسطين لا يهمنا لأنه يخص الفلسطينيين والإسرائيليين وحدهم ونحن أبعد ما نكون عنه. ورغم ان حضور الدغرني وحزبه هامشيا في الحياة السياسية المغربية الا انه سبق أن سافر مرات متعددة إلى إسرائيل لحضور مؤتمرات، والتقى بشخصيات سياسية مسؤولة، وهو لا يرى في ذلك عيبا أو تطبيعا. ويقول الدغرني أن العلاقات الأمازيغية مع إسرائيل 'إحدى وسائل الدفاع عن النفس، ضد الاستهداف الذي يتعرض له أمازيغ المنطقة المغاربية من القوميين العرب ومن بعض المتطرفين الإسلاميين'. وجرت اولى المحاولات لإنشاء جمعية للصداقة الأمازيغية الإسرائيلية سنة 2007 لكن الجدل الذي شهده المغرب جعل المؤسسين يتراجعون عن ذلك، ليعيدوا المحاولة صيف هذه السنة. ويؤكد عبد الاله المنصوري ان التجار والناشطين الذي يحاولون بكل الطرق تحقيق مكاسب مالية واعلامية على حساب الشعب المغربي لا وجود حقيقياً لهم في المغرب وحتى في اوساط الناشطين الامازيغ الذي يحاولون التحفيز على الاهتمام بالثقافة الامازيغية. ويشير المنصوري الى جمعية سوس العالمة وهي اهم المنظمات المغربية التي تهتم بشأن الثقافة الامازيغية التي نددت بالمحاولة التطبيعية، مؤكدة أنها ضد كل عمل تطبيعي مع الإسرائيليين دون أن يعني ذلك موقفا سلبيا من اليهود واليهودية. ويقول عبد الله أوباري الناشط الأمازيغي بجمعية سوس العالمة بمدينة أكادير، ان تأسيس جمعية الصداقة الامازيغية الاسرائيلية كان في اطار دعوة الولاياتالمتحدة الأميركية الدول الإسلامية للتطبيع مع إسرائيل وحثها المغرب على قيادة هذه الحركة التطبيعية الجديدة. وقال أوباري إنه كلما جاءت دعوة للتطبيع نشط عقبها هؤلاء الأمازيغيون. وفسر أوباري الصمت المرافق لتأسيس الجمعية والتكتم عن أسماء مؤسسيها بالرفض الشعبي المغربي الذي يمكن أن يجهضها أو يحاصرها، متسائلا عن طبيعة العلاقة بين الأمازيغية وهي لغة، واليهودية وهي دين. وانتقد أوباري في هذا الصدد محاولات التشويه التي تعمدها المؤسسون لهذا العمل التطبيعي للميراث الإسلامي للعالم الأمازيغي المغربي الشهير المختار السوسي مؤلف كتاب 'سوس العالمة' وللجمعية الأمازيغية الوطنية 'سوس العالمة'. وقالت صحيفة 'التجديد' انه في الوقت الذي أطلق فيه بيت مال القدس حملته الرمضانية للدفاع عن الأقصى وحماية أهله، تبرز قضية تحريك مسلسل التطبيع مع العدو الصهيوني، والتي تتالت مؤشراتها في الآونة الأخيرة بعد كشف تصاعد السياحة الصهيونية، والتي فضح قرار التحذير الصهيوني من وجود مخاطر أمنية بالمغرب عن حجمها ومدى انتشارها وتغلغلها بلغ حد مطالبة إسرائيل للدول المغاربية بضمانات أمنية لإلغاء التحذير(!)، وتقدم النشاط التجاري المتنامي مع شركات الدولة العبرية، فضلا عن الإصرار الشديد من قبل أقلية معزولة على استغلال الأمازيغية بطرق غير بريئة لمصلحة ما يسميه '' توثيق الصلات التاريخية بين الأمازيغ واليهود الإسرائيليين الذين هاجروا إلى إسرائيل''. ووضعت الصحيفة هذه مؤشرات في اطار توجه يعمل على استغلال كل الأوراق المتاحة، من أجل تأسيس واقع تطبيعي يمهد لفتح مكاتب اتصال جديد بحسب ما تفيد بذلك الضغوط الأمريكية.