أكدت السعودية أنه ليس هناك خلاف بينها وبين مصر حول تشكيل الحكومة اللبنانية وأن علاقاتهما تتميز بالوضوح والصراحة. ودحض مصدر مسؤول ما نشرته بعض وسائل الإعلام من أن المملكة تلقت نصائح من بعض الدول بعدم الاستعجال في الذهاب إلى دمشق وأن هناك اختلافات في وجهات النظر بين السعودية ومصر حول تشكيل الحكومة اللبنانية.
وقال المصدر في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، إن "العلاقات السعودية - السورية والسعودية - المصرية لا تشوبها أي شائبة".
وأشار المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، إلى أن علاقات المملكة تتميز بالوضوح والصراحة مع الدول كافة، موضحا أن سياسة المملكة قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد كان.
وكانت بعض التقارير الإعلامية تكهنت بأن المسؤولين المصريين يفضلون عودة فؤاد السنيورة، القائم بتصريف أعمال الحكومة اللبنانية، لتشكيل الحكومة الجديدة، وأنهم يرون أن ثمة تسرعا سعوديا في دعم وصول الحريري الى الواجهة، فيما لم تنضج بعد الظروف المحيطة.
وقالت التقارير، التي لم تتأكد رسميا، إن هناك اعترافا مصريا بصعوبة تخلي السعودية حاليا عن الحريري ودفعه الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة، لما قد يؤدي ذلك من من آثار على مستقبل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف وخصوصا في بداية طريقه.
وأضافت التقارير ان مصر لا تخفي قلقها من ترحيب سورية بتولي الحريري وكذلك المعارضة اللبنانية التي يرتاح قادتها الى أسلوب الحريري أكثر من السنيورة، اذ ان هذا الاخير، وعلى رغم اتفاق الدوحة ظل متمسكا بادارة المفاوضات ولم يقدم تنازلات ذات شأن في تشكيل الحكومة الحالية، بحسب تلك التقارير.
ويواجه تشكيل الحكومة اللبنانية صعوبات، خاصة بعد موقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي قال إنه لن يستمر في تحالف قوى 14 آذار ثم تراجعه عن هذا الموقف، بوساطة سعودية، إلا أن التداعيات السلبية لا تزال قائمة، والتي استند إليها رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون، الذي أعلن قبل يومين ان صيغة الأكثرية تغيرت، ولم تعد أكثرية بعد خروج جنبلاط، كما أن عون يطالب بوزارتين سياديتين في الحكومة الجديدة، وهو ما يشكل أكبر عقبة أمام تأليف الحكومة، وفق المراقبين.