مازال الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح الذي حكم اليمن على مدار 30 سنة فأوصلها لحافة الفقر والجهل، ومع ذلك يمثل لغزا قويا أمام المتابعين لما يدور على الساحة اليمنية بعد أن تضخمت ثروته ووصلت إلى 60 مليار جنيه جمعها على مدار 30 سنة في سدة الحكم. ويعتقد الكثير من المراقبين المهتمين بالشأن اليمني أن الرئيس السابق وظف كمًا ضخمًا من الإمكانات المادية والعلاقات الاجتماعية؛ لزعزعة نظام حكم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي. وقالت لجنة العقوبات الدولية التابعة لمجلس الأمن، الخاصة باليمن، إن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح جمع ملياري دولار سنويًّا على مدى 30 عاماً، وبهذا يكون صالح قد تمكن خلال 30 عامًا من جمع أكثر من 60 مليار دولار. العلاقة الخفية مع القاعدة ومن أخطر ما جاء في التقرير وجود علاقة تربط نظام صالح بقيادات من تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"؛ حيث قدمت إلى الفريق "إفادات تشير إلى العلاقة الوثيقة التي تربط علي عبدالله صالح وأسرته بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية". وذكر التقرير أن "محمد ناصر أحمد التقى سامي ديان أحد قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في مكتب الرئيس صالح آنذاك. وفي ذلك الوقت كان الوزير يقود هجومًا ضد تنظيم القاعدة في محافظة أبين"، وكان هدف اللقاء أن يكلف الوزير بسحب القوات من مواجهة تنظيم القاعدة في أبين، وعندما خرج القيادي في القاعدة من الاجتماع سأل وزير الدفاع الرئيس صالح عما إذا كان سامي ديان هو الشخص الذي أصدر فتوى بإهدار دم الوزير، فرد الرئيس بالإيجاب. وذكر تقرير لجنة العقوبات أن يحيى صالح كان قد أعطى كذلك لقواته من الأمن المركزي أوامر بالانسحاب من أبين ليتمدد عناصر "القاعدة" فيها. وذكر التقرير أن الرئيس السابق يستعمل حزب المؤتمر الشعبي العام "لكي يعطل بشكل عام ما يعارض مصالحه من العمليات التشريعية والمبادرات السياسية لحكومة الرئيس هادي". وأما عن الإمكانات العسكرية، فذكر التقرير أن صالح لا يزال يسيطر على معسكر ضخم اسمه "ريمة حميد" في مسقط رأسه "سنحان"؛ حيث نقل إليه الكثير من الأسلحة الثقيلة والمتطورة. العقوبات الأممية وكان مجلس الأمن أقر بالإجماع مساء الثلاثاء، تمديد العقوبات الأممية على من يعرقلون العملية السياسية في اليمن لمدة عام. وفي ردة فعل على تقرير لجنة العقوبات الأممية الخاصة باليمن، وصف حزب المؤتمر اليمني الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح الأحداث في العاصمة صنعاء ب"صراع بين ذات القوى والكيانات التي خرجت إلى الشارع في العام 2011". وقال إن ما يحدث اليوم ليس له صلة بصالح أو حزبه من قريب أو من بعيد. ونقل موقع "المؤتمر نت" عن مصدر مسؤول في المؤتمر تعليقه على قرار مجلس الأمن الأخير بشأن التمديد للجنة العقوبات تحت الفصل السابع، بأنه "يأتي ليزيد الأمور تعقيدًا أمام الحل السياسي"، وقال إن هذا القرار سيؤدي لإطالة أمد الصراع والأزمة التي تعيشها البلاد. .