أظهرت دراسة ُأعدت في الكونغرس الأميركي أن روسيا احتلت المرتبة الأولى في العام الماضي في مبيعات الأسلحة للدول النامية بمبلغ 7 مليارات دولار ، لتتقدم على الولاياتالمتحدة للمرة الأولى في التاريخ المعاصر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فالدراسة تشير إلى أن فرنسا احتلت المرتبة الثانية في هذه المبيعات بمبلغ 6.3 مليار دولار، بينما جاءت الولاياتالمتحدة في المركز الثالث حيث بلغت مبيعاتها من الأسلحة 6.2 مليار بجانب ذلك قدر الخبراء الأميركيون بالكونغرس مبيعات العالم من الأسلحة في عام 2005 ب30.2 مليار دولار. ولكن تقديرات هيئة التعاون العسكري الفني الروسية تشير إلى أن قيمة الصادرات الروسية من الأسلحة في عام 2005 بلغت 6.126 مليار دولار، وليس 7 مليارات كما تؤكد دراسة الكونغرس الأميركي كما أن مصادر عسكرية روسية تعتقد أن وضع روسيا في المرتبة الأولى على قائمة موردي السلاح للدول النامية في عام 2005 يخفي الكثير من الأهداف السياسية ولا يعكس الواقع حيث إن مبيعات السلاح الأميركي في العام المذكور لا تقل عن 12 مليار دولار بينما يذهب البعض الآخر من الخبراء الروس للحديث عن أكثر من عشرين مليار دولار كحصيلة للولايات المتحدة عن مبيعات الأسلحة ومهما كانت دقة الأرقام المتضمنة في دراسة الكونغرس الأميركي ، فالملحوظ هو تنشيط مبيعات السلاح الروسي خلال عهد الرئيس فلاديمير بوتين فهذه المبيعات زادت مقارنة بعهد سلفه بوريس يلتسين بمرتين على أقل تقدير وتأتي هذه الزيادة على حساب زيادة تصدير الأسلحة للصين والهند ، اللتين تستوردان حوالي 80% من الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية كما أن حصة إيران في مبيعات السلاح الروسي غير قليلة حيث تقدر بحوالي 6% تقريبا وفي العام الماضي والعام الجاري وسعت روسيا تعاونها العسكري مع دول شمال أفريقيا وخاصة الجزائر والمغرب فبعد زيارة الرئيس الروسي إلى الجزائر في مارس الماضي جرى الاتفاق على صفقات من الأسلحة الروسية بمبلغ 7 مليارات دولار على مدار السنوات القادمة كما شرعت المملكة المغربية التي زارها بوتين أيضا في سبتمبر الماضي في توسيع مشتريات الأسلحة من روسيا هذا بجانب المشتريات المصرية واليمنية والماليزية وغيرها للأسلحة الروسية بالإضافة إلى استعادة أسواق بعض دول أميركا اللاتينية وخاصة فنزويلا التي وقعت على صفقة من الأسلحة الروسية بحوالي 3 مليارات دولار ويرى خبراء روس أن ميل أميركا اللاتينية نحو اليسار وتصاعد المشاعر العدائية تجاه الولاياتالمتحدة يفتحان أمام روسيا سوقا جديدة يمكن أن تعوض فقدانها لسوق أوروبا الشرقية التي انضمت بلدانها إلى الناتو وكان قد أعلن مؤخرا أن الأرجنتين أبدت رغبة في شراء الكثير من الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية وهكذا وبالرغم من مبالغة دراسة الكونغرس الأميركي بوضع روسيا على رأس قائمة مصدري السلاح في عام 2005 قبل الولاياتالمتحدة التي جاءت في المركز الثالث ، فإن هذا لا ينفي أن مبيعات السلاح الروسي في تطور ملحوظ وتعد أحد المصادر الأساسية بعد النفط والغاز للدخل القومي وميزانية الدولة في روسيا .