أكد الباحث السياسي على حسن باكير أن نظام قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي يشكل عبئ على دول الخليج. وكتب في مقال له بعنوان:" من عنصر إستنزاف إلى عنصر إبتزاز" بصحيفة العرب القطرية اليوم - الثلاثاء:" لطالما ذكرت في مقالاتي السابقة هنا بالذات أن نظام السيسي سيشكّل استنزافا مفتوحا لدول مجلس التعاون الخليجي ماليا وسياسيا واقتصاديا، وأنّه لن يقدّم أي شيء لهم في النهاية، فلا هو حقق الأمن والاستقرار والازدهار لمصر، ولا هو ساعد دول الخليج على مواجهة محنتها في صد التوسّع الإيراني أو حتى تحقيق توازن في ميزان القوى مع إيران. وتابع :" بل على العكس، فمصر اليوم ورغم الدعم السياسي والمالي والاقتصادي الهائل الذي قدّم للسيسي بعد الانقلاب، هي في أسوأ أحوالها، كما أن وضع القاهرة الإقليمي مزرٍ للغاية، ويكاد حزب صغير من أحزاب ولاية الفقيه «كحزب الله أو ميليشيا بدر» يمتلك نفوذا مباشرا وتأثيرا على مجريات الأمور على الأرض في المنطقة العربية يفوق ما تمتلكه مصر بمراحل". وأضاف باكير :" لأنّ السيسي فشل في مهمته داخليا، فإنه يحاول رمي المسؤولية دوما على الآخرين، مرّة قطر ومرة تركيا ومرّة أميركا ومرّة المؤامرة الدولية، وهي سياسة تقليدية لمثل هذه الأنظمة المتحجّرة في التاريخ. من الواضح أن السيسي يبحث لنفسه اليوم عن أدوار خارجيّة لاسيما أن الحرب على الإرهاب استثمار سياسي مهم لمثل هذه الأنظمة التي هي على شاكلته، والتي لطالما خيّرت مواطنيها والغرب أيضاً بين وجودها وبين الإرهاب، رابطةً استقرار البلاد بضرورة دعمها في البقاء في سدة الحكم". ويختتم باكير مقالته قائلا:" أمام التحديات الإقليمية المتفاقمة والمتسارعة، إن لم يتم القيام بمبادرة خليجية ولاسيَّما من المملكة العربية السعودية للضغط على السيسي ودفعه لتغيير سياساته الحالية داخليا وخارجيا، والتوصل إلى تسوية بين مختلف الأطراف تسمح باستقرار مصر وبعودة دور إقليمي فاعل لها بما يتناسب مع أولويات المنطقة العربية، فقد نجد أنفسنا أمام وضع يشير إلى أننا قد نخسر مصر والخليج معا".