إلى أين تذهب قناة "العرب" بعد إغلاقها فى البحرين؟

لم يتوقع أحد أن تغلق شاشة قناة العرب الإخبارية بعد بداية بثها بحوالي 10 ساعات، تلك القناة التي بدأت في الأول من فبراير بأكثر من 300 عاملا و40 مراسلا حول العالم.
من العاصمة البحرينية المنامة، اختار الملياردير السعودي المنحدر من العائلة المالكة، الأمير الوليد بن طلال، أن تبث قناته الإخبارية الجديدة الناطقة باللغة العربية، ويقول فهد السكيت رئيس مجلس إدارة القناة، إن ''اختيار العاصمة البحرينية المنامة يأتي انسجاما مع إيمان القناة والقائمين عليها بأن البحرين يمكنها أن تمثل منصة إعلامية قوية في العالم العربي''، ويضيف جمال خاشقجي ، مدير القناة إن ''المحطة التي تتحرى المصداقية والحيادية سوف تطبق هذا المبدأ حتى في تغطيتها للخبر السياسي في البحرين، التي تشهد أحداثا ساخنة بين الحين والآخر''يقول خاشقجي
''في لقائي الأول مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قلت له: لا تستغرب إذا رأيت أحدا من قادة جمعية الوفاق المعارضة في البحرين على شاشة قناة (العرب).. فكان رده: سأقبل ولكن بشرط، وهو أن تضمن لي حق الرد'' .
وقف البث
أعلنت هيئة شؤون الإعلام البحرينية، الأسباب الرسمية وراء وقف بث قناة العرب، حيث قالت إنه نظرا لعدم حصول قناة العرب على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها في مملكة البحرين فقد تقرر وقف نشاطها.
وأضافت الهيئة، في بيان نشر على وكالة أنباء البحرين (بنا)، أنها سعت لدعم القناة في استكمال المتطلبات الفنية والإدارية وأن تمارس القناة نشاطها بما يتوافق مع القوانين السارية واللوائح المنظمة للمجال الإعلامي والاتفاقيات الخليجية والدولية وبما يتناسب مع الوضع الراهن إقليمياً ودوليا من حرب حازمة ضد الإرهاب، وجاء هذا السعي من منطلق أهمية دعم النشاط الإعلامي وتعدديته وحريته المرتكزة على قيم المهنية و الموضوعية، إلا أنه لم يتم استيفاء تلك المتطلبات مما استدعى الهيئة العليا للإعلام والاتصال باتخاذ الإجراء المناسب والتوصية لمجلس الوزراء بشأنه.
واستضافت القناة في أولى ساعات بثها، القيادي في المعارضة البحرينية خليل المرزوق الذي انتقد قرار السلطات البحرينية سحب الجنسية من 72 شخصا.
والمرزوق نائب سابق لرئيس البرلمان في البحرين وعضو بارز في كتلة الوفاق، الحزب الشيعي الرئيس في البلاد. وجرت تبرئة المرزوق من تهم بالتحريض على العنف وعن الارتباط بفصيل معارض تتهمه السلطات بالقيام بتفجيرات وهجمات.
وكانت قناة العرب دعته للحديث عن سحب الجنسية من 72 شخصا. وتشمل القائمة تركي البنعلي، 30 عاما، الذي يعد من كبار مؤسسي فكر تنظيم الدولة الاسلامية وعددا من الناشطين الشيعة الذين يعيشون في المنفى.
معاودة البث
ذكرت تقارير إخبارية، أن إدارة قناة العرب أبلغت الموظفين والعاملين بالقناة بالاستعداد للسفر إلى بيروت أو لندن، في إشارة إلى وجهة محتملة للقناة بديلا عن البحرين.
من جانبه، قال الدكتور ياسر عبد العزيز، الأكاديمي وعضو في اللجنة الوطنية للإعلام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، إن اتجاه إدارة قناة العرب إلى بيروت أو لندن، سيسمح لها بوضع إطار ممارسة أوسع وسياسة تحريرية مرنة وقدرة أكبر على معالجة علمية بعيدة تماما عن التحفظ مقارنة بما يحدث في دول الخليج.
واستبعد عبد العزيز، في حديثه لمصراوي، أن تلجأ إدارة قناة العرب للبث من القاهرة في هذه التوقيت، خاصة أن الأوضاع في مصر صعبة خاصة معالجة قضايا الإخوان والتي ستلجأ إليها قناة العرب.
إمكانات ثرية
سعت قناة العرب إلى ضم النخبة في المجال الإعلامي العربي إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة، من بين الوجوه الإعلامية البارزة المذيعة ليلى الشيخلي، وزوجها الإعلامي جاسم عزاوي، وكانت الشيخلي قد بدأت عملها الإعلامي عام 1990 في واشنطن مذيعة في تلفزيون ''الشبكة العربية الأميركية (ANA)''، ثم عملت في محطة ''بي بي سي'' العربية BBC عام 1994، وانتقلت إلى قناة ''إم بي سي'' عام 1996 في لندن، كما انتقلت إلى ''تلفزيون أبوظبي'' عام 1999، قبل أن تلتحق بقناة ''الجزيرة'' مذيعة للأخبار عام 2006.
أما في المجال الاقتصادي، فتحالف القناة عبر اتفاق مع قناة ''بلومبرج'' الاقتصادية، لتقديم محتوى اقتصادي ثري ومهني -بحسب مدير القناة.
وتضم القناة نحو 300 عامل من مختلف الجنسيات، يمثلون طاقم العمل الإخباري والفني، في حين تضم شبكة مراسليها أكثر من 40 مراسلا حول العالم.
ويقول فهد السكيت إن قناة العرب ستكون أول قناة عربية تُبث من داخل مجمع تجاري (مول)، حيث تقع القناة داخل مول ''مودا مول'' والذي يمثل مكانا لتسوق النخبة في البحرين