وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية هجوم كوبنهاجن أمس بحادث شارلي إبدو الثاني حيث "استهدف هجومان مسلحان أمس السبت مقهى ثقافيًّا كان يستضيف جلسة حول حرية التعبير والأديان ومعبدًا يهوديًّا وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، بطريقة تحاكي الهجوم الدموي على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، وفي أثناء إطلاق وابل الرصاص على المقهى، سمع البعض صوتًا مألوفًا يقول: تتعرض حرية التعبير مرة أخرى لهجوم".. هكذا استهلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالها تحت عنوان "هجوم كوبنهاجن: وسط هذه الحرب الوحشية، مدير حقوق رسامي الكاريكاتير يؤكد أصداء شارلي إيبدو"، مشيرة إلى أن الهجومين المسلحين على مقهى ومعبد يهودي في كوبنهاجن أمس السبت، اللذان أسفرا عن مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين، يرددان أصداء الهجوم المسلح على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة يوم 7 يناير الماضي، الذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا، بينهم 5 من رسامي الكاريكاتير. وكان مسلحان مجهولان أطلقا النار على مقهى ثقافي كان يحتضن جلسة نقاش حول العلاقة بين الإسلام وحرية التعبير للتضامن مع المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو"، وشارك فيها سفير فرنسا لدي الدنمارك فرانسوا زيمراي، والفنان السويدي لارس فيلكس الذي تلقى تهديدات بالقتل؛ بسبب نشره رسومًا ساخرة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والمسيح عيسى (عليه السلام). وقال روبرت راسيل، المدير التنفيذي لمجموعة شبكة حقوق رسامي الكاريكاتير الدولية، وهي تلك الجماعة التي تراقب التهديدات التي يتلقاها العاملين بالرسوم المتحركة في جميع أنحاء العالم: "مرة أخرى، يجري تذكيرنا بالحرب الوحشية المستمرة ضد حرية التعبير، ستثار الكثير من التساؤلات نفسها التي ناقشناها جميعا بعد عمليات قتل شارلي إيبدو". وأضاف راسيل: "على الأرجح، سنصل لنفس الاستنتاجات، وهي أن: حرية التعبير وحرية الكلام عن الذات دون خوف من العقاب تظل أفضل الطرق لعالم أكثر تسامحا"، متابعا: "قلبي يخفق على قتيلي هجوم كوبنهاجن وأسرتيهما اللتان تحاول الآن التعايش مع تصرفات الناس الذين لا يفهمون سوى الكراهية". وقالت الشرطة الدنماركية اليوم الأحد إنها تعتقد أن الرجل الذي قتله عناصرها هو المسؤول عن الهجومين اللذين شهدتهما العاصمة كوبنهاجن، حيث يظهر تسجيل فيديو للمراقبة أن الرجل يقف وراء الهجومين. وأدانت باريس هجوم كوبنهاجن، ووصفته بالإرهابي؛ حيث قال وزير خارجيتها لوران فابيوس إن بلاده تدين بأشد التعبيرات ذلك الاعتداء، وتقف إلى جانب السلطات والشعب الدنماركي في مكافحة الإرهاب، كما شبّه السفير الفرنسي لدى الدنمارك فرانسوا زيمراي الاعتداء بالهجوم الذي استهدف مقر مجلة الفرنسية شارلي إيبدو، وأسفر عن مقتل 12 شخصًا بينهم عدد من أعضاء هيئة التحرير ورساميها. كما أدانت واشنطن الهجوم، وأبدت استعدادها لمساعدة الدانمارك في التحقيق، وكذلك قررت شرطة برلين المشاركة في البحث عن مرتكبي الحادث بطلب من الجانب الدنماركي، وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن عملها سيقتصر على مجال البحث عن الجناة، بتعزيز الرقابة وإجراءات التفتيش في منطقة الحدود بين ألمانيا والدنمارك.