استيقظ العالم صباح يوم الأربعاء، علي خبر مقتل 3 طلاب مسلمون من أصول عربية في ولاية كارولاينا الشمالية، علي يد أمريكي متطرف يدعي "كريغ هيكس" والذي تم إلقاء القبض عليه من جانب الشرطة الأمريكية للتحقيق معه فى الجريمة. ضياء بركات، يُسر أبو صالحة، رزان أبو صالحة .. عائلة واحدة جمعتها نفس المصير، فقد انتهت حياتهم بطلقات نارية "فى الرأس" على يد القاتل. "ضياء بركات" و"يُسر أبو صالحة" لم يمر على زواجهما سوى شهر واحد، لتمنعهم رصاصة الغدر من استكمال حياتهما الزوجية من قبل حتى أن تبدأ، تلك الرصاصة التى قتلت أيضاً "رزان" أخت "يُسر" الصغري. ما حدث قبل ذلك الحادث المؤسف "مهماً" بقدر ما حدث بعده من تداعيات، لكي يعرف المهتمون بذلك الحادث من هم ضياء، يُسر، ورزان. ضياء بركات، 23 عاماً يدرس طب الأسنان بجامعة كارولاينا الشمالية، يلعب كرة السلة، له نشاطات إنسانية متعددة، فهو كان يقدم رعاية مجانية للمشردين فى مدينة "درم" فى ولاية كارولاينا الشمالية خاصة بطب الأسنان الذي يتقنه دون النظر لجنسياتهم أو أديانهم. على الجانب الأخر، حرص ضياء على تقديم الرعاية الصحية لأبناء دينه، حيث ذهب لمخيم لاجئين سوريين مع زوجته يُسر ومرة أخري إلى القدس حتى يقدم الرعاية الصحية الخاصة"بالأسنان". كان ضياء مسلماً متسامحاً لأقصي درجة، وظهر ذلك جلياً من خلال تغريداته على موقع تويتر على حسابه الشخصي، فقد عبًر ذات مرة عن تعجبه من هؤلاء المتطرفين، الذين يقتلون ضحاياهم بسبب الأديان، ولم يكن يعرف أنه وزوجته سيصبحا من ضحايا ذلك النوع من التطرف. يُسر أبو صالحة، 21 عاماً، الزوجة "الجديدة" والطالبة فى جامعة كارولاينا الشمالية، كانت ستبدأ دراسة طب الأسنان فى أغسطس المقبل، ولكنها لم تلحق، كانت إبنة وصديقة رائعة كما وصفها أصدقاؤها. كان ل يُسر أيضاً إهتمامات إنسانية فقد سافرت إلى تركيا لزيارة أحد مخيمات اللاجئين لتقديم الرعاية الصحية المجانية "لطب الأسنان" للاجئين السوريين، وكانت أيضاً تشارك فى العمل الميداني مع زوجها. الأخت الصغري "رزان" ذات ال 19 عاماً، كانت تصاحب أختها وزوجها وتتعلم معهما فى نفس الجامعة، ولكنها تدرس الهندسة التى تعد موهوبة فيها للغاية، فقد فازت على سبيل المثال فى مسابقة لتصميم هندسي 3D "ثلاثي الأبعاد" فى فيديو استمر لعدة دقائق فى جامعتها. السبب.. "الحجاب"؟ أثناء التحقيقات وحسب ما ذكرته CNN أن الشرطة صرحت بإن إطلاق النار الذي وقع في كارولاينا الشمالية قرب الحرم الجامعي لكلية "تشابيل هيل" وأدى لمقتل ضياء وزوجته يُسر وشقيقتها رزان برصاصات في الرأس، ربما كان سببه خلاف على "أولوية ركن السيارة"، ولكنها لم تستبعد في الوقت نفسه وجود دوافع أخرى قد تكون لها علاقة بالكراهية والعنصرية. رداً على تلك التصريحات أكد محمد أبو صالحة والد يُسر ورزان، وجود دوافع دينية للجريمة، قائلا إن زوج ابنته الراحل، ضياء، سكن بمنزله لسنوات لم يقع فيها أي خلاف مع جيرانه، ولكن المشاكل بدأت بعد ارتباطه بيُسر التي كانت ترتدي الحجاب، وهو ما عبَر عن هويتها الإسلامية. وأضاف أيضاً أن ابنته يٌسر أكدت له من قبل قيام "هيكس" بالتشاجر معهم لمرتين على الأقل حول أمور مختلفة وكان يفعل ذلك عمداً وهو يضع مسدسه على حزامه، وكأنه يهددهما. ردود الأفعال بعد الحادث، كانت ردود أفعال الناس حول العالم معادية تماماً لما حدث، وانطلق هاشتاج "ChapelHillShooting" يندد بقتل الطلاب المسلمين الثلاثة، ولازال ذلك الهاشتاج "الأكثر" تغريداً فى تويتر، كما انطلقت صفحة خاصة بتداعيات مقتلهم على فيسبوك بإسم "Our Three Winners"، ومن خلالها يعبر رواد موقع فيسبوك عن التعاطف معهم من حول العالم، وانتقد الكثيرون تناول الصحافة العالمية للحادث وكأنه حادثاُ عادياً. جدير بالذكر أن صلاة الجنازة الخاصة بالطلاب المسلمون الثلاثة ستقام اليوم بعد صلاة الظهر بتوقيت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الجمعية الإسلامية "Islamic Association of Raleigh".