إقامة الدولة الإسلامية الموحدة (أو الخلافة) هدف عقائدي مشروع وواجب على كل المسلمين (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). وكثيرًا ما تنصب الانتقادات لداعش على ممارستها الدموية وتشددها الفقهي الذي يستسهل القتل وهي انتقادات صحيحة ولكن هناك خطرًا لا يقل عن ذلك وهو غياب العقل الاستراتيجي أو التصور العملي الصحيح لإقامة الدولة الاسلامية، وهو ما يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء بدون عائد!! ويظهر غياب العقل الاستراتيجي في هذه الجبهة العجيبة التي فتحتها داعش على نفسها مع الأكراد، فقد تعاملوا مع المناطق الكردية بشكل جغرافي ورغبوا في الاستيلاء على أراضيهم لضمان الامتداد الأرضي، الأكراد سُنة كشعب، فأصبحت معركة داعش الرئيسية مع السنة وهو ما يتعارض مع خطتهم الطائفية التي تركز على مهاجمة الشيعة، وليس هذا هو المهم فالصراع الطائفي مرفوض في كل الأحوال، ولكن خطأ معركة كومباني (التي هزمت فيها داعش والهجوم على كردستان العراق، أنه خلق زخمًا إقليميًّا وعالميًّا لمظلومية الأكراد (وهي صحيحة) ولكن في اتجاه دولة كردية موحدة ستؤدي إلى تداعي العراق وسوريا وتركيا وإيران ولسنا ضد حق تقرير المصير للأكراد، ولكن المشكلة أن القيادات الكردية الحالية مرتبطة استراتيجيًّا بأمريكا وإسرائيل، ففي المدى القريب ستكون دولة موالية لهما.. شاطرة.. يا داعش!!