واصل الجنيه تراجعه التدريجي أمام الدولار في السوق الرسمية ليصل إلى مستوى قياسي جديد، بينما انخفض بشدة في السوق السوداء مسجلا 7.93 جنيه للدولار. وتعاني مصر نقصا في المعروض من الدولارات، مع تأثر المصادر الرئيسية للعملة بالصعبة بالاضطرابات السياسية والاقتصادية المستمرة منذ أربع سنوات، فضلا عن أن كثيرا من المغتربين يفضلون إرسال أموالهم إلى البلاد عبر السوق السوداء، التي يحصلون فيها على أسعار أعلى. وتراجع الجنيه قرشين في أحدث مزاد للبنك المركزي أمس الإثنين ليصل إلى 7.53 جنيه. كما واصل الهبوط في البنوك ليصل إلى 7.63 جنيه. وهذا هو عاشر تخفيض رسمي للجنيه من خلال عطاءات البنك المركزي. وفي السوق غير الرسمية قال أربعة متعاملين لرويترز في أماكن مختلفة في وسط القاهرة إنه جرى أمس تداول العملة بسعر أعلى من 7.90 جنيه للدولار مقارنة مع 7.83 جنيه أمس الأول. وكان البنك المركزي قد سمح للبنوك في نهاية الاسبوع الماضي بتوسيع هامش بيع وشراء الدولار إلى عشرة قروش، مما دفع العملة للنزول إلى 7.59 جنيه. وبدأ البنك المركزي منذ اسبوعين السماح للجنيه بالانخفاض عن 7.14 جنيه للدولار للمرة الأولى في ستة أشهر في اطار مساعيه للتصدي للسوق السوداء وتشجيع الاستثمار. وعزا متعامل في السوق السوداء قفزة الدولار الكبيرة أمس إلى «عدم وفاء البنوك باحتياجات العملاء كما تم وعدهم سابقا. يوجد طلب كبير اليوم على الدولار. العملاء عادوا من جديد للشراء من السوق السوداء بسبب عدم قدرة البنوك على تلبية احتياجاتهم.» وكانت السوق السوداء للعملة مزدهرة في مصر أثناء فترة الاضطراب الاقتصادي في عام 2003. واختفت هذه السوق إلى حد بعيد مع تحسن الاقتصاد، لكنها ظهرت مجددا بعد انتفاضة عام 2011 التي تسببت في هروب كثير من السياح والمستثمرين الأجانب.