كشفت مصادر صحافية أمريكية النقاب عن معاناة جنود جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان من شراسة طالبان وتكتيكاتها. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن بعض قدامى المقاتلين من جنود الاحتلال الأمريكي بالعراق ممن يقاتلون الآن في أفغانستان وصفهم مقاتلي طالبان بأنهم "أكثر شراسة وعنادًا وجرأة"، بالرغم من قلة الأسلحة المتوفرة لديهم. وأشار الجنود إلى أنه على النقيض مما كان يتوفر للعراقيين في الأنبار، فإن مقاتلي طالبان لا يملكون أسلحة أو قنابل متطورة، "وإلا لوقعت القوات الأجنبية في ورطة أكبر". وكانت مصادر إعلامية بريطانية قد كشفت وثائق أمريكية سرية تفيد بأن حركة طالبان استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض المصنعة في بريطانيا لمهاجمة قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان. هلمند عالم مختلف: وصرح جنود أمريكيون بأفغانستان، ممن سبق وأن شاركوا في الحرب على العراق واشتركوا في عمليات قتالية في منطقة الأنبار العراقية، بأنهم لاحظوا فرقًا كبيرًا في التكتيكات التي يستخدمها مقاتلو طالبان في ولاية هلمند بأفغانستان، وأضافوا أنهم فوجئوا ب "عالمًا مختلفًا"، وواجهوا عقبات كبيرة ومقاومة لم يكونوا يتوقعوها. ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن قوات الاحتلال الأجنبية تكبدت الشهر الجاري خسائر بالأفراد في هلمند أكثر من أي منطقة أخرى في البلاد وأعلى بالمقارنة مع فترات شبيه سابقة منذ الغزو عام 2001. يشار إلى أن الشهر الجاري شهد مقتل 37 جنديًا أمريكيًا و19 جنديًا بريطانيًا في أفغانستان. وكانت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية قد نشرت، أمس، مقالًا تحت عنوان "بينما تهدأ الأوضاع في العراق تحتدم في أفغانستان" جاء فيه أنه على الرغم من مرور 8 سنوات على الحرب في أفغانستان، إلا أن النصر لا يزال بعيد المنال، وأشارت إلى شريط الفيديو الذي يظهر الجندي الأمريكي الذي تمكنت حركة طالبان الأفغانية من أسره، ومدى الخوف الذي بدى عليه من ألا يتمكن مرة أخرى من العودة إلى وطنه. تكتيكات ومناورات طالبان: وأشار الجنود الأمريكيون إلى أن العراقيين كانوا يضربون ويفرون، بينما مقاتلو طالبان يتبعون تكتيكات الكر والفر والثبات والمناورة ومباغتة القوات الأجنبية دون انفكاك. وقالوا "يبدو أن طالبان قامت بإعداد قرارات محسوبة بشأن الأوقات المناسبة لشن هجماتها، وإن أفرادها يعرفون جيدًا متى يتراجعون ومتى ينظمون صفوفهم من جديد وأين يهاجمون". وأوضحوا أن مجموعة من طالبان قد تمطر القوات الأجنبية بوابل من النيران وتجبر الجنود الأميركيين على خفض رؤوسهم والاختباء، ثم سرعان ما تبدأ مجموعة أخرى بالمناورة ومحاولة قتلهم في مخابئهم. وأضافوا أن مقاتلي طالبان تمكنوا من تجاوز حواجز عسكرية أمريكية ثم قاموا بمهاجمتها في مكانها. ونقلت "نيويورك تايمز" عن جود أمريكيين قولهم إنه في ظل معرفة مقاتلي طلبان المسبقة بأنه سيتم اعتراض اتصالاتهم، فإنهم يقومون باستخدام أساليب التضليل لإيهام القوات الأجنبية بتحركات وهجمات وكمائن وأماكن ألغام وهمية، وأكدوا على أن مقاتلي طالبان لا يلدغون من ذات الجحر مرتين.