أفردت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرًا مطولاً تحدثت فيه وبإسهاب عن قائمة أعدتها تحت عنوان "أقوى أشباح (التجسس) في منطقة الشرق الأوسط". وفي السياق، يدور حديث المجلة باستفاضة حول أقوى خمس شخصيات استخباراتية في المنطقة بعد أن قالت إنهم تمكنوا من دعم مهاراتهم واتصالاتهم لكسب مستويات متزايدة من النفوذ والقدرة على التأثير بالأحداث في المنطقة. وتقدم المجلة في تقريرها رصدًا تفصيليًا وتحليليًا لهذه الشخصيات الخمس، وهم كما وردوا بترتيب المجلة: عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، ميير داغان رئيس الموساد الصهيوني، قاسم سليماني قائد " قوة القدس " في الحرس الثوري الإيراني، آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس السابق لجهاز الإستخبارات العسكرية ونائب رئيس أركان الجيش السوري حاليًا، الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الإستخبارات العامة السعودية. في البداية، تركز حديث المجلة على اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي وصفته بأنه الرئيس النموذجي لأجهزة المخابرات العربية، وقد استطاع في أقل من عشرة أعوام أن يكتسب مزيدًا من النفوذ إلى أن بات واحدًا من المرشحين الحقيقيين للرئاسة المصرية. زعيم التجسس ثم أشارت المجلة إلى أن سليمان – الذي سبق وأن وصفته صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية بأنه (واحد من أقوى زعماء التجسس في العالم)، قد وُلد في عام 1935 بإحدى المناطق الفقيرة في صعيد مصر. وبعد أن وقع اختياره على الجيش كي يلتحق بالعمل به، تفوق أكاديميًا، وحصل على العديد من الشهادات الدراسية داخل مصر وخارجها، ثم حظي بفرصة الانتقال للعمل بالاستخبارات العسكرية. وأشارت المجلة إلى أن تنصيبه كمدير لجهاز المخابرات المصرية في عام 1993 قد جاء في الوقت الذي كان يعاني فيه النظام من هجمات المتطرفين ضد المواقع السياحية وغيرها من البنى التحتية الأساسية. كما تطرقت المجلة إلى الواقعة التي ساهمت في تعزيز صورة سليمان على المشهد الأمني والاستخباراتي في البلاد، عندما أصر في عام 1995 على ضرورة نقل السيارة المرسيدس المصفحة الخاصة بالرئيس مبارك جوًا إلى إثيوبيا كي تكون تحت تصرف الرئيس في جميع تحركاته بهذه الزيارة التي كان يقوم بها إلى هناك، وبالفعل قامت السيارة بدور كبير بهدف إنقاذ حياة الرئيس بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال في اليوم التالي لوصوله. وكرد من جانبه على هذا الهجوم، ساعد سليمان على تفكيك خصوم مبارك الإسلاميين، وهي الحملة التي أكسبته شهرة واسعة، على حد قول المجلة. وفي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ساعدت الخبرة التي اكتسبها سليمان في مكافحة الإرهابيين الإسلاميين على جعله ذا حظوة لدى أجهزة الاستخبارات الغربية المتعطشة لمعرفة المزيد عن تنظيم القاعدة والمنظمات المرتبطة بها. كما رأت المجلة أن النفوذ الذي يحظى به سليمان هو نابع في الأساس من ولائه الثابت للرئيس مبارك. وبخصوص ولاء وإخلاص سليمان في العمل، سبق لأحد ضباط جهاز الاستخبارات الإسرائيلية السابقين أن قال في حوار مع صحيفة هآرتس العبرية:" مهمته الأساسية، وربما تكون الوحيدة، هي الدفاع عن النظام وحماية حياة الرئيس". كما أشارت المجلة من جانبها إلى أن سليمان ظهر مؤخرًا بعباءة المسؤول الدبلوماسي، وقد سافر إلى جميع أنحاء المنطقة على اعتبار أنه المبعوث الشخصي للرئيس مبارك. وقد قام بدور الوسيط في المفاوضات الجارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأدى أيضًا دور المحاور مع العشرات من الفصائل الفلسطينية، ومنها حماس.