أكدت دراسة إعلامية حديثة أن التغطية الإعلامية العربية لأحداث العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، وأزمة الانقسام الفلسطيني "لم تعبِّر عن الواقع"، وإنما تمَّ من خلالها استخدام الإعلام في "تسويق" مواقف سياسية معينة، تتبناها قوى سياسية من دول متعددة. وأشارت الدراسة، التي أعدتها الدكتورة آمال كمال، المدرس بقسم الصحافة بجامعة حلوان؛ إلى أن الصحف العربية انقسمت إلى فريقين: أحدهما: يعبِّر عن الموقف السياسي للدول المعتدلة. والآخر: يعبِّر عن موقف محور الممانعة، موضحة أن الاختلافات الجوهرية في المعالجات الأيديولوجية بين الصحف للأحداث، ترجع إلى اختلاف السياسات بين الدول العربية التي تصدر عنها هذه الصحف. وأوضحت الدراسة، التي تحمل عنوان "ثقافة الحوار في الصحافة العربية.. دراسة حالة لأحداث العدوان "الإسرائيلي" على غزة" أنه على الرغم من الاتفاق الكامل بين صحف الدراسة على تجريم العدوان، وضرورة العمل المشترك لمواجهته؛ فإنه كان هناك اختلاف كبير حول الآليات المثلى للتعامل مع الحرب "الإسرائيلية" على غزة، مشيرة إلى وجود اختلافات حول مدى مسئولية حركة "حماس" عن وقوع العدوان. وقالت الدراسة "إن لغة الحوار التي سيطرت على الصحف العربية، خلال العدوان على غزة اتسمت بالتحيز لرأي ضد آخر، والهجوم عليه، والتشكيك في مواقفه، وإلصاق التهم به، كذلك تقلصت مساحة الدعوة لاحترام الآخر ونقد الذات، بالإضافة إلى محاولات بعض الصحف؛ الإعلاء من الذات مقابل الهجوم على الآخر، وتقديم تصورات سلبية عنه". واعتمدت الدراسة على تحليل مضامين 4 صحف هي: (الأهرام) المصرية و(الرياض) السعودية؛ ممثلتان لدول ما يوصف إعلاميًّا بمعسكر الاعتدال، و(تشرين) السورية و(الراية) القطرية، ممثلتان لدول ما يعرف بمحور الممانعة، وذلك خلال الفترة من 28 ديسمبر 2008م، وحتى 31 يناير 2009م، واعتمدت الدراسة بشكل أساسي على تحليل مواد الرأي، وافتتاحية الصحف والمقالات والأعمدة الصحفية، نظرًا لكونها أكثر اتساقًا مع أهداف الدراسة.