ردود افعال كتيرة وإدانات واسعه حول العالم بسبب أحداث شارلى ابدو ، وظهر النظام الفرنسى بمظهر الرافض للاغتيالات والداعم لحرية التعبير ودعا لمسيرة فى باريس عرفت باسم مسيرة الجمهورية وشارك بها العديد من قيادات دول العالم، فالجميع يرفض الاغتيال والقتل والتفجير ومصادرة حرية التعبير، فحوادث اغتيال هنرى كورييل وفرحات حشاد والمهدى بن بركة والناشطات الكرديات ومقتل عائلة من أصول عراقية لم يصدر عنهم اعتذار من فرنسا واعتراف منها بمسئوليتها الأساسية أو الضمنية أو التعرف على مرتكب تلك الحوادث، والهدف من هذا التقرير أن نكسر التضامن الانتقائى أو الدفاع عن دماء دون أخرى لذلك نعرض لكم تلك الحوادث من ذاكرة التاريخ. محاربة التبعية تقتل الزعيم التونسى "فرحات حشاد" -البداية مع الزعيم السياسى التونسى فرحات حشاد الذى لمع نجمه بعد تأسيسه لاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946 واكتسب شعبية عارمة بين الطبقة العاملة وجميع مكونات المجتمع التونسى وناضل من أجل استقلال بلاده عن الاستعمار الفرنسي. أدى نشاطه الزائد ضد الاستعمار الفرنسي إلى أن بدأت الحكومة الفرنسية تقلق وتحاول التخلص منه بعد أن أصبح يهدد مصالحها الاستعمارية في تونس وشمال أفريقيا عامة، ومع بداية عام 1952 بدأ التفكير في اغتياله وبدأت التهديدات عن طريق منشورات موقعة من منظمة اليد الحمراء التي كانت تعمل مع الاستعمار الفرنسي في هذا الوقت، وفى يوم 5 ديسمبر عام 1952 تم تنفيذ خطة القضاء علي فرحات حشاد، تبعته سيارة في الطريق من الضاحية التي كان يقطنها خارج العاصمة تونس وأطلقوا عليه النار وفرت السيارة هاربة ولكن حشاد أصيب فقط في ذراعه وكتفه وتمكن من الخروج من السيارة بعدها بثوان ظهرت سيارة أخرى وأجهزت عليه بإطلاق النار علي رأسه ثم إلقائه علي جانب الطريق. وقال الفرنسي أنطوان ميليرو أحد مدبري اغتيال حشاد أنه لو طلب منه إعادة تنفيذ العملية لكررها. وفى يوليو 2013 عندما زار الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند تونس توعد فى كلمته التى ألقاها أمام المجلس الوطنى التأسيسى التونسى بفتح الأرشيف فى بلاده وفتح تحقيق فى اغتيال فرحات حشاد,لكنه لم ينفذ هذا الوعد إلى الأن. وثيقة الاستقلال تغتال بن بركة 2-المهدى بن بركة هو سياسى مغربي شارك فى مكافحة الاستعمار الفرنسى لبلاده وكانت شهرته فى يناير 1944 عندما قدم مع عدد من المثقفين فى المغرب للملك محمد الخامس وثيقة الاستقلال وهى وثيقة تاريخية تطالب باستقلال المغرب وقاد المهدى الحركة النضالية من أجل الاستقلال فى المغرب وترأس حزب الاستقلال المغربى. وفى أكتوبر عام 1965 تعرض المهدى بن بركة للخطف أثناء تواجده بالحى اللاتينى بالعاصمة الفرنسية باريس حيث قام شرطيان فرنسيان باختطافه وقاداه لفيلا بضواحى باريس بحجة أنه سيلتقى شخصية مهمة، وبعدها بأيام قليلة أعلنت أسرة بن بركة اختفاءه لدى الشرطة الفرنسية، وحتى الآن اختفى أثر بن بركة ورسمياً لم يعرف إلا ما أدلى به الشرطيان الفرنسيان أمام محكمة فرنسية حيث اعترفا أنهما خطفا بن بركة بالاتفاق مع المخابرات المغربية. وفى أكتوبر 2014 مع حلول الذكرى ال"40" لاختطاف واختفاء بن بركة حرك ملف بن بركة من جديد وطلب القضاء الفرنسى من القضاء المغربى الموافقة على الإنابة القضائية وتسهيل عمل قاضى التحقيق الفرنسى إلا أن السلطات المغربية تهربت من الطلب وعندما سافر القاضى الفرنسى إلى المغرب قالت المصادر الرسمية المغربية أنه دخل البلاد بشكل غير رسمى وتم إغلاق ملف المهدى بن بركة من جديد. محاربة الاستعمار قتلت اليهودى "هنرى كورييل"
3-هنرى كورييل هو قيادى شيوعى مصرى من أسرة يهودية ذات جذور إيطالية أسس عام 1947 الحركة الديمقراطية للتحرير الوطنى “حدتو” التى كان ينضم لها خالد محى الدين القيادى بتنظيم الظباط الأحرار ومجلس قيادة ثورة 23يوليو فيمابعد,هاجر كورييل مصر عام 1950وذهب إلى فرنساوأسس مجموعة عرفت باسم “تضامن” وكانت تساند الجماعات والمنظمات التى تعمل على التحرر من الاستعمار فى دول العالم الثالث,وفى يونيو 1967 نشر جورج سوفير فى مجلة “le point” الفرنسية مقالة وصف فيها كورييل بأنه زعيم لمنظمة تدعم الإرهاب. وفى مايو 1978 تم اغتيال هنرى كورييل أمام مصعد منزله بالعاصمةا لفرنسية باريس حيث عثر عليه مضرجا بالدماء ولم يعرف منفذى العملية إلى الأن رغم إجراء فرنسا تحقيقات حول اغتيال هنرى لكنها فى النهاية لم تكشف عن منفذى الحادث. جريمة هزت بريطانيا 4-فى سبتمبر 2012 وقعت حادثة مقتل أسرة بريطانية من أصل عراقى فى جبال الألب الفرنسية,حيث كانت العائلة تقضى عطلتها فى مخيم بجبال الألب بالقرب من مدينة أنسى الفرنسية حيث تم قتل الأسرة بواسطة مجهول مسلح بمسدس أوتوماتيكي حسب رواية الشرطة الفرنسية التي أعثرت على فرد آخر الأسرة،وهي طفلة في الرابعة من العمر،اختبأت لمدة 8 ساعات تحت جثة والدتها الملطخة بالدماء من دون أن ينتبه أحد إلى وجودها. وتعتبر هذه الحادثة الإجرامية أكبر جريمة قتل هزت بريطانياوفرنسا على حد سواء وتصدرت أخبار صحف البلدين,والعائلة البريطانية هى أسرة العراقى الأصل سعد الحلى الذى غادر العراق إلى بريطانيا فى السبعينات هربا من عنف نظام صدام حسين,وعمل الحلى مهندسا إلكترونيا فى أحد الشركات المتخصصة فى صناعة الطائرات ثم أسس بعد ذلك شركة خاصة متخصصة فى المجال الإلكترونى,ولم تعلن أجهزة الأمن الفرنسية عن مرتكبى تلك الجريمة ومازال الغموض يسيطر على تفاصيلها. الناشطات الأكراد.. ودفاعهن عن الحريةد 5-فى يناير 2013 تم اغتيال 3 ناشطات كرديات برصاص فى الرأس بباريس أثناء تواجدهم أمام مقر المعهد الكردى,والضحايا هن رئيسة مركز الإعلام الكردي فيدان دوغان وهي أيضا ممثلة للمؤتمر الوطني لكردستان في فرنسا،وسكينة جانسيز إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا وهي ناشطة مقربة من الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، والثالثة هي الناشطة ليلى سويلميز. وبعد الحادثة تجمع المئات من الأكراد أمام مبنى المركز الكردى ورددوا هتافات “نحن جميعا حزب العمال الكردستانى” و”تركيا قاتلة إجرام رجال "فرانسوا هولاند" وفى ذلك الوقت قال مانويل فالس وزير الداخلية الفرنسى الذى أصبح حاليا رئيسا للوزراء أنه حرص على الحضور إلى مسرح الجريمة للتعبير عن تعاطفه لأقارب ضحايا تلك الجريمة واصفا الجريمة بأنها عمل خطير وغير مقبول,لكن لم يتم الوصول إلى مرتكبى تلك الجريمة إلى الأن ولم يتم التعرف على هويتهم.