في عهد الانقلاب ان لم تموت مقتولا برصاص أمن الانقلاب ستموت بسبب الاهمال والفساد المنتشر في الكثير من المستشفيات الحكومية التي تفتقد لاقل مقومات النظافة والتعقيم والرعاية وتعرض حياة المواطنين للخطر والموت ، ففي تقرير هام نشره موقع"مصر العربية" عن حالة الاهمال الشديد داخل مستشفي العاملين ب "كهرباء ألماظة" حيث وصف عدد من العاملين في قطاع الكهرباء والطاقة، المستشفى بأنها مستشفى "الموت" التي لا يدخلها شخص ويبقى على حاله بل تزداد حالته سوء، مؤكدين أن الدولة تقتطع منهم مقابل علاج وتأمين صحي، إلا أنهم لا يحصلون على خدمة و رعاية في المقابل والاهمال في كل مكان. وقال أحمد محمود عضو ائتلاف العاملين في الكهرباء ل"مصر العربية"، إن زميل لهم أصيب بأزمة قلبية استدعت نقله للمستشفى، إلا إنه أصيب بفيرس "سي" نتيجة استخدام أدوات كشف غير معقمة.
وصرح "جمال فاروق"، عضو في الائتلاف، أن المستشفى مليئة بالمشكلات التي تقتضي نسفها، وليس فقط إصلاحها أو القيام بصيانتها، فدخول المستشفى يكون دون اعتراض من الأمن، وليس هناك مواعيد ثابتة للزيارة، فمن الممكن أن يقوم أي شخص بدخول أي غرفة في المستشفى دون اعتراض من أحد.
ويقول "جلال شعراوي"، عامل بشركة شمال القاهرة: "دخلت المستشفى لإجراء جراحة بواسير، وعقب تحضيري للعملية، وأنا على سرير المستشفى، وجدت صراصير وحشرات تمشي على الحوائط والجدران، وتخرج من أسفل السيراميك وتأتي من فتحات التهوية"، مما دفعني للخروج منها قبل إتمام العملية.
أما "حسين جلال"، عامل في الشركة القابضة، قال: "يتم حجزي في المستشفى أكثر من مرة ودائمًا اخرج منها مضطرًا، إما بسبب المعاملة السيئة من الأطباء والممرضين، أو بسبب الحشرات والإهمال وعدم النظافة الواضحة في كل ركن في المستشفى".
ويؤكد "عمرو محروس"، أحد أعضاء ائتلاف العاملين في الكهرباء، لقد طفح بنا الكيل وذهبنا لمدير المستشفى وفوجئنا عندما قال لنا: "اعملكم أيه، مفيش حل ومفيش فلوس". وقالت "نسرين المصري"، مؤسسة حركة الضغط الشعبي لمساندة العاملين في قطاع الكهرباء، إنها حصلت على عدد من شكاوى العاملين بالقطاع، تؤكد الحالة المزرية التي وصلت لها مستشفى الكهرباء، وما يتعرض له العاملون من معاملة سيئة من العاملين في المستشفى.
وأضافت، في تصريحات صحفية، أن الشكوى التي تقدم بها المدعو "ياسر عبدالله" أحد العاملين بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، تؤكد عدم توافر الأجهزة الطبية بالمستشفى، بالإضافة لسوء حالة غرفة العمليات وعدم نظافتها إلى جانب عدم صرف العلاج اللازم.
مضيفًا أنه توجه للمستشفى بتاريخ 11- 12- 2013 لإجراء عملية لزوجته المريضة فأخبره مدير المستشفى الدكتور محمد الغزالي وقتها، بتعطل الجهاز الطبي المخصص لإجراء العملية.
وقال إنه سيتم الاتصال بالمريضة فور إصلاح الجهاز، وانتظر الشاكي أكثر من شهرين ولم يتصل به أيًا من مسؤولي المستشفى ورفضوا تحويله لمستشفى عين شمس التخصصي رغم سوء حالة زوجته، قبل أن يتم تحديد يوم 22- 2- 2014 لإجراء العملية، غير أن العامل فوجئ عند دخول زوجته غرفة العمليات وتجهيزها لإجراء العملية وقبل تخديرها بلحظات بتعطل الجهاز مما أدى لخروج زوجته من غرفة العمليات بعد فشل أجراء العملية بسبب الإهمال وسوء حالة المستشفى وإحالتها لمستشفى عين شمس بعد معاناة دامت لعدة شهور.
وطالبت مؤسسة الحركة، وزير الكهرباء بحكومة الانقلاب بإحالة المسؤولين عن الإهمال وتعرض حياة المواطنين للخطر إلى التحقيق، داخل هذه المؤسسة الطبية التي تحولت لمقبرة لعامليها، فضلاً عن سرعة تطهير مؤسسات الشركة، من الفاسدين والمهملين الذين مازالوا يتلاعبون بأرواح المواطنين دون حساب.
ويذكر ان أصدر المهندس جابر الدسوقي، رئيس الشركة القابضة للكهرباء، قرارًا بحصر تحويل الحالات المرضية للعاملين في القطاع لمستشفى الكهرباء دون غيرها من مستشفيات القطاع العام أو التأمين الصحي، ما أثار حفيظة العاملين في ظل الحالة المتردية للمستشفى.