تعاني لبنان من تواصل سقوط الأمطار والثلوج على كافة المناطثق مما أدى لإصابة المصالح الحكومية بالشلل التام فمنذ الأمس،تتمركز بها العاصفة والرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي شكلت سيولا واقتلعت زينة الميلاد، نتيجة تساقط البرد مع ساعات المساء الأولى على السواحل الشمالية، وخفت حركة المرور بعد أن انخفضت الحرارة بشكل ملحوظ. وأتت العاصفة التي تحولت إلى هوجاء في المساء على أسوار وسيارات، وحبست الثلوج المتساقطة بقوة على مستوى أقل من 900 متر بعض المواطنين لا سيما في كفر ذبيان. ونتج عن العاصفة اقتلاع عدد من الأشجار وإغلاق طرقات. وعليها قامت بلدية "صور" والدفاع المدني على سحبها. كما تضرر عدد من شرفات المنازل المواجهة للبحر عند شاطئ صور الجنوبي. وقد تم تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، في وقت متأخر بعد ظهر أمس نتيجة سوء الأحوال الجوية، وأكد نائب رئيس المطار المناوب إن حركة العمل المطار قد علقت منذ قليل نتيجة العاصفة وسرعة الرياح، بانتظار المتغيرات المناخية. كما تأخر وصول 5 طائرات عن موعدها المحدد، الأولى ل«ميدل إيست» آتية من فرنكفورت، والثانية للشركة نفسها أيضا آتية من العراق، والثالثة سعودية آتية من الرياض، والرابعة إماراتية آتية من دبي، والخامسة تابعة لشركة «بوراجيت» التركية وكانت آتية من تركيا. فيما عادت طائرة خاصة كانت متوجهة إلى بيروت أدراجها إلى مطار"أضنة" في تركيا. و يقال أن حركة الإقلاع من المطار لم تتأثر بهذا الوضع، إذ كانت هناك رحلتان قد أقلعتا قبل تعليق حركة الملاحة الجوية في المطار. وللمرة الأولى منذ سنوات تسبب ارتفاع الأمواج، التي وصلت إلى 7 أمتار، في إغلاق الطريق الموازي لمرفأ مدينة جبيل، حيث غرق بالمياه، وأغلقت كل مطاعم المنطقة التي عادة ما تكتظ بالزبائن . وتسببت العاصفة «زينة» بأضرار في الشبكتين الكهربائية والهاتفية في منطقة البترون، حيث غرق عدد من القرى في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وذكر رئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب أن الاتحاد الذي يضم سبع قرى «أصبح جاهزا بكل آلياته استعدادا لفتح الطرق التي قد يقفلها تراكم الثلوج، وأن البلديات تقوم بهذا الجهد الخاص». ولفت إلى أنه نسق أيضا مع اليونيفيل والجيش اللبناني اللذين أبديا جهوزية واستعدادا للمساعدة، وقال «نحن معتادون على الثلج ونأمل أن يعوض هطوله هذا العام شح المياه الذي عانينا منه العام الماضي». وقد قامت مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية بالتحذير من أن لبنان دخل في المرحلة الثانية التي ستستمر حتى يوم الأحد المقبل، مع أمطار وثلوج على ارتفاع 500 متر، وتصل يوم الأحد إلى 400 متر، وجليد وبرد قارس. وتتدنى درجات الحرارة ويكون أقصاها ليل الخميس - الجمعة والسبت، حيث تصل إلى حدود 10 درجات تحت الصفر في البقاع، مما يؤشر إلى تشكل الجليد والصقيع، مع رياح شديدة تصل أحيانا إلى تسعين كيلومترا في الساعة. وتم تنبيه المواطنين من طبقات الجليد التي تتشكل على المرتفعات، وتتسبب في انزلاق السيارات، وتثبيت ما يضعونه على شرفاتهم من أغراض، كما الانتباه من أغصان الأشجار ولوحات الإعلانات التي تطاير بعضها، وإحداها كانت لمطعم «هوا تشيكن» على أوتوستراد الكسليك، كما طلب من المواطنين تنظيف الأقنية الزراعية وتجنب الأماكن التي قد تكون عرضة لتشكل السيول، كما طلب من المعنيين تنظيف مجاري الأنهار والسواقي، خوفا من فيضانات يمكن أن تغرق المباني المحيطة بها. ويعتبر بعض الخبراء أن العاصفة هي من بين الأشد، وهي أقرب إلى عاصفة عام 1992 التي لا تزال ذكراها حية في نفوس المواطنين. وعلى صفحته على «فيسبوك» طلب وزير التربية "إلياس بوصعب" من المواطنين التصويت بنعم أو لا حول ضرورة إغلاق المدارس بسبب العاصفة، ليأتي الجواب بشكل كاسح لصالح تعليق العمل بالمدارس.