تظاهر نشطاء سلام أمريكيون أمس الإثنين أمام قاعدة عسكرية أمريكية مسئولة عن توجيه الطائرات بدون طيار إلى أفغانستان؛ حيث طالبوا بإيقاف هذه الهجمات التي يشنُّها الجيش الأمريكي ضد أهدافٍ في أفغانستان وباكستان بواسطة هذه الطائرات، والتي يسقط أكثر ضحاياها من المدنيين. وطالب المتظاهرون الكونجرس خلال مظاهرتهم بوقف إنفاق أموال الضرائب الأمريكية على الطائرات بدون طيار والجهود العسكرية الأخرى في أفغانستان وباكستان؛ عدا المساعدات الإنسانية والدبلوماسية.
وفي بيانٍ لها قالت منظمة "نساء من أجل السلام" (كود بنك) الأمريكية: إن نشطاء السلام الأمريكيين من العديد من المنظمات الحقوقية في الولاياتالمتحدة؛ تجمَّعوا اليوم أمام قاعدة "كريتش" العسكرية بولاية "نيفادا" الأمريكية؛ حيث يستخدم الجنود الأمريكيون في هذه القاعدة تكنولوجياتٍ متطورةً للتصويب وإطلاق النار على أهداف بشرية على بُعد آلاف الأميال في أفغانستان بواسطة طائرات بدون طيار.
ويقول البيان إن العسكريين يتحكَّمون من هذه القاعدة في إطلاق الطائرات بدون طيار في أفغانستان؛ معتبرين استخدام هذه الطائرات "انتهاكًا للقانون الدولي"، وأنها تقدِّم المبرِّرات لحركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وقال الأب لويس فيتال (49 عامًا)، وهو راهب فرانسيسكاني وناشط سلام معروف من "أوكلاند" بولاية "كاليفورنيا": إن هذه جرائم حرب ارتُكِبَت من حدائقنا الخلفية، وليس من المعقول أن نلقي بالقنابل على بيوت الناس من آلاف الأميال.
وقالت جانيت فايل عضو منظمة "كود بنك" الأمريكية: "من المؤلم بشدة أن نعرف أن مثل هذا القتل والدمار يتحرك من هنا.. هنا في جمال الصحراء".
وقالت إن هذه الطائرات تسبِّب أضرارًا نفسيةً للجنود الأمريكيين الذين يصوِّبون ويطلقون النيران على الأهداف الأفغانية، وإن الجنود الأمريكيين يقضون فترة مناوبة تستغرق 12 ساعةً من التصويب وإطلاق النار من طائرات بدون طيار باستخدام تكنولوجيا تشبه ألعاب الفيديو، عبر عصا للتحكم وشاشة تُظهر الأهداف على بُعد آلاف الأميال قبل وبعد ضربها.
وتتسبَّب الهجمات التي تنفِّذها الطائرات بدون طيار في إثارة غضب السكان الأفغان والباكستانيين ضد الولاياتالمتحدة، ويعتقد 82% من الباكستانيين أنه لا مبرِّرَ للهجمات التي تنفذها الطائرات الأمريكية بدون طيار، كما أن 69% من الباكستانيين لديهم رؤية سلبية تجاه الولاياتالمتحدة، بحسب استطلاع أعلنته منظمة "وورلد ببلك أوبينين" الأمريكية في يوليو الجاري.