بقلم: د.محمد زارع [email protected] ...ومضت أيام رمضان شهر الجهاد والعزة .. كأنها لمحة أو لحظة خاطفة.. لكنها زودتنا بشحنة عالية تكفينا طوال العام ... حتى يأتي رمضان القادم ونحن قي تواصل مع معانيه ونفحاته وإشراقاته .. وقد كان لرمضان هذا العام مذاق خاص .. وشأن مختلف. .. جعلنا نستشعر علو الهمة. .. وقوة الإرادة. .. ونستشرف آفاق الأمل المنشود في عزة هذه الأمة .. و نوقن بوعد الله الصادق في نصرة عباده المخلصين.. والتمكين للمؤمنين الصالحين .. واستخلافهم في الأرض.. ونثق في قدرة الأبطال المجاهدين من أبناء هذه الأمة على إعادة الأمور إلى نصابها .. مهما ساد الخلل.. وهيمن الذين يصدون عن سبيل الله. .. ويبغونها عوجا .. ونطمئن إلى إحقاق الحق.. مهما علا الباطل وانتفش وصال وجال.. .. هاهم أبطال المقاومة اللبنانية والعراقية والأفغانية والفلسطينية يؤكدون كل هذه المعاني – ليس بالعبارات والخطب والمقالات – بل بالقنابل والرصاص والصواريخ والدم والجسارة والفداء والإباء. هؤلاء المجاهدون الأشاوس نسجوا خيوط الفجر.. وأثبتوا للعالم أجمع أن الأمة الإسلامية لن تكون أبدا نهبا لمطامع اللصوص والأفاقين والشواذ من أمثال الكذاب بوش والوضيع بلير والخنازبر الصهاينة ومن سار في ركابهم وحذا حذوهم.. وأثبتوا أيضا أن رمضان ليس شهرا للجوع والعطش .. وليس موسما للعبادة والصلوات والدعوات فحسب .. بل هو ذروة الجهاد والقتال في سبيل الله .. وكما شهد التاريخ الإسلامي كله عديدا من الانتصارات العظيمة خلال شهر رمضان بدءا من غزوة بدرالكبرى. .. ومرورا بعين جالوت.. شهد تاريخنا المعاصر انتصارات رمضانية كبيرة مثل العاشر من رمضان.. وأخيرا هذا النصر العظيم الذي أحرزه أبطال حزب الله قبيل رمضان .. ثم هذا النصر الذي نعيشه الآن والذي يسطره أبطال المقاومة العراقية بدمائهم الطاهرة وأرواحهم الزكية.. مما أجبر الأعداء وأرغمهم على الاعتراف بضراوة هجمات المقاومة ودقة تخطيطها.. وبدأت تصريحاتهم لأول مرة تأخذ طابعا مختلفا .. وبدأوا يعلنون عزمهم على إنهاء الاحتلال.. والإسراع بنقل السلطة إلى العراقيين – كما يدعون – ...ولولا ضربات المجاهدين الموجعة المتوالية .. لما فكر هؤلاء الأنذال الأوغاد قي إعلان ذلك .. وهم الذين دخلوا أرض العراق .. يتملكهم الصلف والغرور.. وتنفخ أوداجهم العنجهية والحماقة والجهالة. .. هؤلاء هم الذين ضربوا عرض الحائط بكل المواثيق والشرائع والأعراف .. وسخروا من المظاهرات التي انطلقت في كل مكان من العالم. .. والرفض الشعبي الجارف. .. والتحذيرات المتوالية من كل العقلاء في العالم.. ركبوا رؤوسهم الغبية .. وأصروا على العدوان وارتكاب أبشع جرائم التاريخ ضد الإنسانية. .. هاهم اليوم يصرخون. .. ويستجدون المساعدات من كل من هب ودب ويطلبون العون للخروج من مأزقهم الفاضح وورطتهم الشديدة التي وضعوا أنفسهم فيها... هاهي النعوش الطائرة تحمل جثث جنودهم المرتزقة يوميا.. ومدرعاتهم الحصينة تتحول إلى جحيم تنصهر فيها أجسادهم النجسة.. وقادتهم الأغبياء يتخبطون.. ويتلعثمون .. ويتلاومون.. يقابلون باللعنات أينما ذهبوا.. ولا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان إلا في ظل إجراءات أمنية مشددة لم يسبق لها مثيل.. خوفا من غضبة الجماهير .. ورغبتهم القوية في الفتك بهذه الهياكل الإجرامية البشعة التي بلغت الحد الأقصى في العداء لكل القيم الإنسانية. .. والتنكر لكل الأعراف والمبادىء النبيلة على مر التاريخ. .. لقد ذقنا حلاوة النصر في رمضان هذا العام .. وارتفعت هاماتنا بفضل سواعد المجاهدين وبطولاتهم الخارقة.. ولن ينتهي الجهاد .. ولن تخبو جذوته بعد رمضان إن شاء الله. .. لكننا نتطلع إلى أن يتم الله نصره. .. بتصعيد العمليات الجهادية – ليس على أرض العراق فقط – بل على كل أرض يتواجد فيها أعداء الله من الكفار والمشركين واليهود والصليبيين والمنافقين.. ونتطلع إلى أن نكون جميعا مشاركين فاعلين .. لا متفرجين ولا مصفقين. .. حتى نصنع معا ملحمة النصر الكبير.. والفتح المبين .. والغد المشرق الذي ينتظر أوطاننا الحرة.. ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .. ينصر من يشاء. .. وهو العزيز الرحيم ) 4-5 سورة الروم