طرحت صحيفة "موروكو وورلد نيوز" المغربية، الناطقة باللغة الإنجليزية، ثمانية أخطاء اقترفتها وسائل الإعلام المصرية أثرت سلبًا على العلاقة بين القاهرة والرباط. وقبل أيام، انتقدت القناتان الأولى والثانية الرسمية المغربية عبدالفتاح السيسي بشدة مؤخرًا؛ حيث عرضت القناة الأولى تقريرًا استرجعت فيه شريط ذكريات أحداث 3 يوليو 2013، فيما اعتبره التقرير "التخطيط لانقلاب عسكري للإطاحة بنظام الإخوان المسلمين، وما تلاه من عمليات قتل واعتقالات ومحاكمات للمتظاهرين في ميدان رابعة". وبثت القناة الثانية تقريرًا عن تراجع السياحة المصرية "نتيجة الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد منذ الثورة على الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، وانقلاب الجيش على الرئيس الأسبق محمد مرسي؛ حيث وصل السيسي إلى منصب الرئاسة في انتخابات محسومة النتائج مسبقًا". وإلى نص المقال: حتى الآن، لا أحد يعرف السبب وراء وصف وسائل الإعلام الحكومية المغربية عبدالفتاح السيسي ب"قائد الانقلاب" ود. محمد مرسي ب"الرئيس الشرعي"، لكن ما نعرفه هو الآتي: منذ أن أصبح السيسي على رأس السلطة في مصر، تعرض العاهل المغربي الملك محمد السادس وشعبه لوابل من الهجمات من قِبل أطراف مصرية عديدة، بينها شخصيات إعلامية وزعماء دينيين. فيما يلي بعض الهجمات التي أدت إلى فتور العلاقات المغربية – المصرية: - اقتصاد المغرب قائم على الدعارة. - المغرب هي الدولة الأكثر إصابة بفيروس الإيدز. - ثمانية من كل عشرة مغربيين يهود. - المغرب بلد السحر الأسود والشعوذة. - عقد العاهل المغربي صفقة مع الشيطان لإنقاذ حكمه، والشيطان في هذه الحالة هو حزب العدالة والتنمية الذي فاز في الانتخابات الأخيرة. - انتقاد زيارة الملك إلى تركيا، التي يحكمها حزب يعتبر عدوا لمصر تحت حكم السيسي. - زيارة وسائل الإعلام المصرية إلى مدينة تندوف الجزائرية. - زيارة السيسي إلى الجزائر وتجاهل المغرب، وكانت هناك أحاديث بأنه سيزور المغرب في سبتمبر الماضي، لكن الرحلة لم تتحقق أبدا. كل الشخصيات تقريبا التي هاجمت المغرب اعتذرت في وقت لاحق، فهل كانوا مجبرين على ذلك؟ على الأرجح نعم. يبدو من غير المحتمل أن كل الشخصيات التي اعتذرت تغيرت بشكل مفاجئ من تلقاء نفسها وشعرت بالسوء على هجومها واعتذرت لاحقا. كل هؤلاء المهاجمون لديهم شيء واحد مشترك: الكراهية لجماعة الإخوان المسلمين، وهم يعتقدون أن الحزب الحاكم في المغرب لا يختلف عن الإخوان، إنهم يكرهون حقيقة أن هناك حزبًا له توجه إسلامي يحكم المغرب جيدا بينما اضطروا للإطاحة بنظيره في مصر، جميعهم يصفون الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية"، بينما فازت الجماعة - في الواقع - في الانتخابات عبر صناديق الاقتراع. حتى قبل يومين، لم يرد المسؤولون المغربيون على هذه الهجمات، فكانوا يأملون بأن تمر هذه الأحداث مرور الغيوم التي تتبدد في نهاية المطاف، لاسيما أن العاهل المغربي كان من بين قادة العالم الذين سارعوا بتهنئة السيسي على الفوز في الانتخابات الرئاسية. السؤال الذي يطرحه الكثيرون في المغرب ويتناقشونه الآن: هل ينبغي على المغرب أن تغير موقفها تجاه مصر، كما هو الحال على ما يبدو؟ من الخطأ الرهيب أن يغير المغرب مساره؛ حيث كانت مصر دائمًا صديقة لنا ودعمت قضيتنا المقدسة منذ أن كان الرئيس الراحل أنور السادات في السلطة، وحتى يومنا هذا، لم نسمع غير ذلك من أي مسؤول مصري، وينبغي علينا ألا نسمح لخمسة أو ستة أشخاص هاجموا المغرب بأن يدمروا العلاقة بين 120مليون نسمة. من الخطأ الوقوع في فخ الكراهية، دعونا نأمل بأن تصحح حكومتنا هذه المشكلة، ولا تتحمل المغرب فتح جبهة حرب أخرى، فقد كنا في حالة حرب مع جارتنا الجزائر لمدة 50 عاما، وليس من الحكمة بدء حرب جديدة ضد مصر، وينبغي على شعبي البلدين ألا يقعا في فخ الكراهية، لأن ذلك سيكون مكلفا، وتعد الحرب الجزائرية – المغربية الدائمة مثالا واضحًا على ذلك. ينبغي على الشعبين أن يطالبا بعودة السلام بين البلدين، لا يمكننا ببساطة تحمل تدمير مستقبلنا؛ بسبب بعض الظالمين، العالم يراقبنا، دعونا نتخطى هذه المحنة. المصدر: مصر العربية