صنعاء - ندد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بشدة مقتل ثلاثة مواطنين في منطقة ردفان جنوب البلاد يوم الجمعة وقال إن القوات المسلحة في بلاده "لن تنجر إلى شرك من يريدون تمزيق اليمن" وأعرب صالح، في لقاء جمعه السبت بشباب يمثلون منطقة ردفان عن أسفه "للحادث الإجرامي". وشدد على أن من يقف وراء هذه الأعمال الإجرامية يسعون إلى جر القوات المسلحة والأمن إلى صدام مسلح مع أبناء الوطن.
وقال "لن نسمح بانجرار الوطن إلى المخططات التآمرية التي رسمها الحاقدون والمأجورون لإذكاء نار الفتن والصراع بين أبناء الوطن الواحد".
وتابع "هم أعدوا هذه المخططات كما أعدوها قبيل فتنة محاولة الانفصال في صيف 1994، ويحاولون الآن إعادة الكرة من جديد، ومن يقف وراء هذه المؤامرات هي نفس الوجوه والشخصيات التي تورطت في تلك الفتنة".
وأردف "نحن ندرك ونعي ما يحاك من مؤامرات ضد الوطن وأمنه واستقراره وتنميته من قبل عناصر حاقدة ومأجورة حسدا وغيرة مما تحقق للوطن من منجزات تنموية رائدة في عهد وحدته المباركة".
وأكد صالح أن أبناء المحافظات الجنوبيةوالشرقية كانوا وسيظلون وحدويين، وهم من سعوا من أجل إعادة تحقيق وحدة الوطن مشيرا إلى أن شعارهم كان واضحا: تنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية.
وتوعد صالح من يرتد عن الوحدة، قائلا إن الشعب سيتعامل معه بالطريقة المناسبة، وإنه لا يمكن أن توصم مناطق ردفان أو الضالع أو أي محافظة جنوبية أو شرقية بالانفصال، "فهذا غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا".
وأعرب صالح عن ثقته ثقة مطلقة بأن ما يحدث من أعمال خارجة عن الدستور والقانون في بعض المناطق، إنما هي نتاج لأصوات نشاز لحاقدين ومأزومين.
الحراك من جهتها، استنكرت قيادات في الحراك الجنوبي مقتل اليمنيين الثلاثة، وأعلن البرلماني ناصر الخبجي القيادي في الحراك عن استنكاره وإدانته لمثل هذا العمل الإجرامي، الذي قال إنه لا صلة للحراك به.
واتهم الحراك نشطاء جنوبيين ينتمون إلى "لجان حماية الوحدة" التي تدعمها السلطات اليمنية باقتراف "الجريمة البشعة" ثم إلصاقها بالحراك.
واستغرب البرلماني ناصر الخبجي القيادي في الحراك أن توجه الاتهامات إلى الحراك بعد ساعة من الحادث دون انتظار أن يجري تحقيق مما يؤكد أن الجريمة مدبرة، حسب قوله.
واتهم ياسر اليماني نائب محافظ لحج الحراك الجنوبي، الذي يدعو إلى انفصال الجنوب، بالتورط في قتل مدنيين "لم يرتكبوا ذنبا سوى أنهم ينتمون إلى الشمال"، وقال إن الشرطة تعرفت على المهاجمين وسوف تتعقبهم.
وتظاهر المئات أمس السبت في لحج مطالبين السلطات بالإسراع في توقيف القتلة، وتقديمهم إلى محكمة عادلة للاقتصاص منهم، وتوجه بعض أبناء منطقة القبيطة، التي ينتمي إليها القتلى، وهم من أسرة واحدة، إلى مبنى المحافظة لتقديم طلب في هذا الاتجاه.
وتصاعد التوتر في المحافظات الجنوبية الأيام الماضية، وسط مظاهرات تدعو إلى الانفصال وأخرى تؤيد الوحدة، في الذكرى ال15 لانتهاء حرب 1994، التي بدأت حينما أعلن الجنوب انفصاله بعد أربع سنوات من تجربة الوحدة.