قرار قطر المفاجي بإغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر" استجابة للمبادرة السعودية الهادفة إلى إجراء مصالحة بين القاهرةوالدوحة لم يقنع المسؤولين المصريين الذين طالبوا قطر بمزيد من التنازلات. وبعد إعلان قطر عن إغلاق "قناة الجزيرة"، تبارى المسؤولون المصريون والسياسيون وحتى الإعلاميون المؤيدين للنظام في سرد قائمة طويلة من الطلبات التي قالوا إن على النظام القطري أن يقدمها لمصر حتى تشهد العلاقات بين البلدين بداية جديدة، وفي مقدمتها الاعتراف بالإنقلاب والتخلي تماما عن أي دعم لمعارضي نظام عبد الفتاح السيسي. وكانت قناة "الجزيرة مباشر مصر" قد أعلنت الاثنين الماضي، وقف بثها من الدوحة، وقالت في بيان لها إنها تنتظر توافر الظروف المناسبة لعودة البث مرة أخرى من القاهرة خلال الفترة المقبلة. بعيدا عن المنظور الصحيح! وقال سامح شكري، وزير الخارجية في حكومة الانقلاب، إن مصر تأمل أن تشهد علاقاتها مع قطر تطورا إيجابيا خلال الفترة المقبلة، لكنه أشار إلى أن قطر لا زالت تعمل بعيدا عن المنظور الصحيح. وأكد شكري في تصريحات تلفزيونية مساء الثلاثاء، عدم علمه بوجود أي ترتيبات بشأن لقاءات مشتركة بين الجانبين المصري والقطري في الوقت القريب، مطالبا الجميع بعدم استباق الأحداث". وقال مصدر دبلوماسي مصري قوله إن غلق قناة "الجزيرة" هو فقط مجرد إجراء أولي لبناء الثقة بين مصر وقطر، مؤكدا أن الخلاف المصري القطري لا يمكن تلخيصه فقط في قناة الجزيرة. وأوضح أن هناك مطالب مصرية كثيرة يجب أن تنفذها قطر بجدية في مقدمتها إنهاء وجود قيادات الإخوان في قطر وتسليم المطلوبين أمنيا للقضاء المصري، وتسليم المصريين المطلوبين جنائياً لمحاكمتهم، وإيقاف ما تبثه قنوات فضائية أخرى - غير الجزيرة - وتوقف قطر عن تمويل المسلحين في ليبيا. وأشار إلى أن قرار عودة السفير المصري إلى الدوحة – والذي سحبته مصر في فبراير الماضي - سيتم اتخاذه وفقا لالتزامات الجانب القطري بعدم التدخل في الشأن الداخلي لمصر، مضيفا أن مصر ستراقب مدى تجاوب قطر مع المبادرة السعودية. إعلاميون الانقلاب يثير مزيدا من التوتر قالت لميس الحديدي، إن وقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر» تعتبر خطوة في سبيل المصالحة «المصرية-القطرية»، ولكنها غير كافية، على حد قولها. وطالبت قطر بإغلاق قنوات الشرق ومصر الآن ومكملين، بالرغم من بثها من تركيا وبريطانيا، كما طالبت بتسليم قيادات جماعة الإخوان المطلوبين على ذمة قضايا في مصر والمقيمين في الدوحة، فضلا عن وقف تمويلها للعمليات المسلحة في ليبيا، على حد تعبيرها. حيث قالت الحديدي: «هل إغلاق الجزيرة مباشر مصر يكفي؟ بصراحة لأ .. ميهمنيش إنك تقفلي شاشة وتفتحلي 5 شاشات آخرى .. مكملين ورابعة والشرق ومصر الآن وحوار ونبض وكل هذه المحطات». الشعب غير مؤهل !! من جانبه، شكك محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، في الأنباء المتداولة حول زيارة عبد الفتاح السيسى للسعودية وعقد لقاء قمة مع أمير قطر قريبا، مشيرا إلى أن الرأي العام في مصر ما زال يشعر بالقلق تجاه قطر ولم يصل للدرجة الكافية من الطمأنينة للنظام القطري. وأضاف العرابي - في تصريحات له أن الشعب المصري لا يزال غير مؤهل لرؤية السيسي بجوار الأمير تميم ويحتاج لمزيد من الوقت حتى يتقبل ذلك المشهد". وأوضح أنه يجب على قطر أن تغير من سياساتها على أرض الواقع حتى تتفق مع سياسة الدول العربية الأخرى خاصة دول الخليج". وقال الدكتور مصطفي الفقي، المستشار السابق للرئيس المخلوع حسني مبارك، إن إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، خطوة غير كافية تحتاج إلى مواقف تالية لتأكيد النوايا الحقيقة للجانب القطري لا سيما وأن هناك كثير من الفضائيات التي تدعمها قطر وتتخذ مواقف عدائية واضحة تجاه مصر. وأضاف الفقي - خلال مداخلة مع قناة سي بي سي - سبق وأن عقدت قطر مصالحة مع نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ولكنه سرعان ما انتهي خلال ثورة 25 يناير، متهما الجزيرة بأنها كانت تعمل على تغييب العقل العربي. وقال أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق إن قناة الجزيرة مباشر مصر كانت قناة فاشلة من الأساس ولا يجب أن نتوقف كثيرا على قرار غلقها". وأبدى اللواء سامح سيف اليزل، وكيل المخابرات العامة الأسبق، تشككه في قرار إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، قائلاً إن القناة قد تبث من مكان آخر. وأضاف "هذه بداية غير كافية، يجب وقف باقي القنوات الممولة من قطر وتحرض ضد مصر، وكذلك وقف تمويل الجماعات المسلحة في ليبيا التي تعمل ضد مصر".