زيمور: أعراف المسلمين وتقاليدهم ستجبر الفرنسيين على مغادرة الضواحي- - وزير الداخلية : مصممون على مكافحة العنصرية ومعاداة السامية؛ للحفاظ على قيم الجمهورية والتعايش - الجمعيات المناهضة للعنصرية تطالب وسائل الإعلام بمقاطعته وتعتبر تصريحاته "سم قاتل" يعتبر إريك زيمور من الأصوات الرئيسية لليمين القومي الشوفييني في فرنسا ومشهور بأفكاره المتطرفة التي تدعو لشق الصف وإعلان الحرب على الإسلام والمسلمين؛ حيث أصدر في أكتوبر الماضي كتاب الانتحار الفرنسي» الذي باع منه أكثر من 250 ألف نسخة يحمل فيه المسلمين من ضمن آخرين مسؤولية انهيار هذا البلد والدول الأوربية. ومازالت فرنسا تعيش على إيقاع التصريحات المثيرة له، والذي لم يتردد في الإيحاء بترحيل خمسة ملايين مسلم من هذا البلد الأوروبي، وهو ما ترتب عليه تنديد بمضمون التصريح الذي يعتبره البعض في خانة "العنصرية الخطيرة"، وأقدمت قناة تلفزيونية على تسريحه متسببة في انقسام فرنسا إلى قسمين، ويعتبر "زيمور" من أهم الناطقين باسم الأفكار القومية المتطرفة في فرنسا، ومنها كتابه "الانتحار الفرنسي". وكان إريك زيمور قد صرح للجريدة الإيطالية كوريي دي لسييرا يوم 30 أكتوبر الماضي بأن المسلمين يطبقون في فرنسا أعرافهم وقوانينهم الخاصة المستوحاة من الإسلام، وهذا جعل الفرنسيين يغادرون ضواحي المدن؛ حيث تعيش الجالية المسلمة، وعندما يسأله الصحافي عن مقترحه بترحيل المسلمين، يرد إريك زيمور «أعرف أنه ليس واقعيًّا ولكن التاريخ يحمل مفاجآت، من كان يقول سنة 1940 إن مليونا ونصف مليون من الجزائريين الموالين لفرنسا سيتم ترحيلهم 20 سنة بعد ذلك من الجزائر إلى فرنسا؟ أو أنه بعد الحرب العالمية الثانية ما بين خمسة وستة ملايين ألماني سيضطرون إلى مغادرة أوروبا الوسطى والشرقية التي كانوا يعيشون فيها منذ قرون؟ ولم ينتبه أحد للتصريح حتى يوم الثلاثاء الماضي؛ حيث اعتبره جاك لوك ملينشون، زعيم الجبهة اليسارية خطيرًا للغاية، وشن على إريك زيمور هجمة سياسية أشعلت جدلًا سياسيًّا وفكريًّا في فرنسا، ووجدت الأحزاب السياسية نفسها مضطرة إلى التدخل علاوة على الحكومة، لاسيما بعدما تحولت شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك، وتويتر، وواتساب إلى ساحة للمواجهة بين المدافعين عنه ومعارضيه، وإن كانت نسبة المعارضين أكثر بكثير. وكتب وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازانوف، حسب ما نشرته القدس العربي "مصمم أنا على مكافحة العنصرية ومعاداة السامية للحفاظ على قيم الجمهورية والتعايش"، وطالب رئيس الفريق الاشتراكي في البرلمان الفرنسي برونو لوروكس، من قناة أيتيلي ووسائل الإعلام التي تتعامل مع "زيمور" وقف التعامل معه، وطالبت الجمعيات المناهضة للعنصرية من وسائل الإعلام إيقاف التعامل مع هذا الصحافي/المفكر، معتبرة تصريحاته بمثابة سم وسط المجتمع. وانتهى الأمر بقناة التلفزيون أيتيلي المتخصصة في الأخبار إلى تسريح "زيمور" يوم الجمعة الماضية الذي كان يشارك في برنامج حواري منذ عشر سنوات. ونشرت جريدة "لوموند" تصريحًا لمديرة القناة سلين بيغاي، أنها دافعت لمدة عشر سنوات عن حق أريك زيمور في حرية التعبير لكن أمام تصريحاته الأخيرة لا يمكن تفهم ما يصدر عنه. ويخلف قرار "أيتيلي" حسبما تقول القدس العربي انقسامًا واضحًا في صفوف الطبقة السياسية، فبينما انتفض اليمين المعتدل وكذلك الجبهة الوطنية ذات الأطروحات العنصرية إلى التنديد بقرار إيقاف إريك زيمور، رحب اليسار بما في ذلك الحزب الاشتراكي الحاكم بالقرار، واعتبره عادلا؛ بسبب موقف "زيمور" من المسلمين. وطالب زعيم اليسار الراديكالي ميلنشون أن قرار توقيف "زيمور" من القناة التلفزيونية ليس كافيا بل يجب التجند؛ لمواجهة أفكاره التي وصفها "بالهدامة" التي تهدد التعايش في فرنسا..