أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "حالة الطوارئ " في مدينة غزة، اليوم الخميس، في أعقاب الأحوال الجوية القاسية. وقالت "أونروا" في بيان صحفي، مساء اليوم الخميس، إن "المياه التي غمرت منطقة النفق المحيطة ببركة الشيخ رضوان لتجميع مياه الأمطار شمالي شرق مدينة غزة، تسببت بإخلاء المئات من الفلسطينيين لمنازلهم وتأثرت إحدى مدارسنا وأحد المراكز التابعة لنا بارتفاع منسوب المياه بالمنطقة". وأوضحت أنها شكلت غرفة لعمليات الطوارئ في مدينة غزة بعد أن وضعت خططًا لمواجهة حالات الطوارئ الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أنها وفرت، اليوم، 60 ألف لتر من الوقود لتشغيل مولدات كهرباء احتياطية لمحطات الضخ والمضخات المتنقلة. وأعربت عن استعدادها لتوفير المأوي الملائم للنازحين جراء الأحوال الجوية القاسية التي تسببت بإغراق بعض المناطق بمياه الأمطار. وذكرت "أونروا" أنها علقت، اليوم، دراسة الفترة المسائية في 106 مدارس تابعة لها في مدينة غزة وشمالي القطاع. من جانبه، قال مدير عمليات أونروا في قطاع غزة روبرت تيرنر في البيان الصحفي ذاته إننا "نشعر بغاية القلق بسبب شدة هذه العواصف، وخاصة على تلك الأسر التي لا تزال تبحث عن مأوى ملائم بعد فقدان منازلها خلال الصراع الأخير". وأضاف: "نحن قلقون من تأثير الفيضانات الذي بدأ يظهر فعلاً على الأطفال غير القادرين على الوصول إلى المدارس". وأوضح أن مستوى الدمار والحصار في غزة جراء الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الذي يعاني منه اللاجئون في غزة. ومنذ ساعات الصباح الأولى، أقدم عشرات الفلسطينيين من سكان منطقة "النفق" شرق مدينة غزة، على إخلاء منازلهم بعد امتلاء بركة حي "الشيخ رضوان" المجاورة، والمستخدمة في تصريف المياه، إلى أعلى مستوى لها، وهو ما قد يتسبب بفيضان البركة وإغراق عشرات المنازل المحيطة بها، وفق تأكيد بلدية مدينة غزة. وتدفقت مياه الأمطار الغزيرة، التي هطلت في اليومين السابقيْن، إلى منطقة النفق، التي تعد من أكثر مناطق مدينة غزة انخفاضا، وسط تحذيرات من حدوث "كارثة إنسانية". وقال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، في بيان نشر، اليوم، إن على "أصحاب البيوت الأرضية إخلاء منازلهم فورا". وطالب الجهاز أصحاب البيوت الأرضية الصعود للطابق الثاني، تحسبا من دخول المياه إليها وغرقها بعد امتلاء بركة الشيخ رضوان عن آخرها جراء استمرار هطول الأمطار لليوم الرابع على التوالي. وأكد الدفاع المدني، أن طواقمه تبذل جهودها في المنطقة المذكورة للسيطرة على الوضع ومنع وقوع أي كارثة إنسانية. ويتخوف الفلسطينيون في مدينة غزة من تكرار مأساة غرق منازلهم بمياه الأمطار، شتاء العام الماضي، إذ تسبب منخفض عميق ضرب المنطقة أطلق عليه اسم "أليكسا"، بغرق حي "النفق" وأحياء سكنية أخرى. وقدرت حكومة غزة السابقة آنذاك الخسائر المادية المباشرة للمنخفض ب 64 مليون دولار. وكانت بلدية مدينة غزة، حذرت في وقت سابق من حدوث "كارثة إنسانية" في قطاع غزة، جراء المنخفضات الجوية خلال فصل الشتاء، بسبب ضعف "البنية التحتية" وتضررها بشكل كبير بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. وأدى تساقط الأمطار، خلال الأسبوع الجاري، إلى تكدّس "مياه الأمطار" في شوارع قطاع غزة، وتجمعها في الساحات المنخفضة، واختلاطها بمياه الصرف الصحي.