لم تكن استضافة وائل الإبراشى للشيخ محمود شعبان، الذى جهر بالحق الذى أرق سلطة الانقلاب، وأصاب إعلام فضائياتها بالجنون، وليد فكرة حلت على عقل الإبراشي, ولكنه بحسب مصادر صحفية تعمل فى الإعداد ببرامج الفضائيات كان بأمر من جهات أمنية بات تحريكها لإعلام الانقلاب غير محل شك. وكشف المُعدّون، أن الغرض من اللقاء كان محاولة توريط الشيخ محمود، واستدراجه نحو إجابات تظهر تحيزه لمصطلح "الإرهاب", وقالوا: "إنه حينما فشل الإبراشى فى استدراج الشيخ؛ لأنه أفتى بوضوح أن الإسلام ضد القتل بغير حق لأى طرف، سواء من الجيش، أو الشرطة، أو أفراد الشعب"؛ وحينما أفلَتَ الشيخ من حصار وائل الإبراشى الذى ظل يقول للشيخ: لماذا تعتبر كل سؤال منّى بمثابة اللغم الذى سينفجر فيك؟ والحقيقة أن أسئلته الساذجة سبق أن أجاب عنها الشيخ أصلا فى خطبته الشهيرة, لكنه يحب التكرار؛ لكى يبرز كلام الشيخ فى كلام جديد من عنده!! المهم أنه حينما فشل فى ذلك فوجئ المشاهدون باتصال من ضياء رشوان، نقيب الصحفيين ويتردد بين إعلاميين أنه لم يكن اتصالا بدافع شخصى من رشوان أيضا, ولكنه دفع إليه لمحاصرة الشيخ فيما فشل فيه صديقه الإبراشي, ولذلك قام بالتركيز فى سؤال الشيخ محمود عن "داعش" وما هو رأيه فيها, وعن القتل الذى تمارسه تحت راية الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا, فأجابه الشيخ بكل تلقائية أنهم إذا كانوا يفعلون هذه الأشياء من قتل للمسلمين، فهو إرهاب, وحينها ثار الغوغائيان "رشوان" و"الإبراشى" على كلمة إذا كان، وردح الإبراشى للشيخ: إيه؟ هو أنت كنت لسه ماكونتش رأي عن داعش؟.. ودخل الآخر على الخط: دول شيوخ متطرفين.. أيوة وإرهابيين.. أيوة وأ وأ وا .. فكانت مكالمة رشوان سببا فى انسحاب الشيخ محمود شعبان؛ ليترك اللقاء الأمنى مع مخبر الانقلاب السادس عشر ورفيق دربه على الهاتف؛ ليتم القبض عليه بعلم الإبراشى الذى ادّعى أنه اتصل بوزير الداخلية ليبلغه غضبه, فقامت الداخلية بالإفراج عن الشيخ، ثم القبض عليه مرة أخرى, وهذه ألعاب بهلوانية لا أكثر ولا أقل؛ لمحاولة إبعاد مخبرهم عن الأمر قليلا. قد يقول قائل: هو يعنى الانقلاب يحتاج إلى أى مبرر؛ لكى يقبض على أى أحد ما, هم بيقبضوا على الناس من غير إحم ولا دستور.. إشمعنى ده يعني؟ أقول: فرق شاسع أن يتم القبض على شيخ شهير بالتهمة التى كانوا يتمنون أن يظهر بها، وهى تشجيعه للإرهاب، والتطرف، وخاصة تنظيم "داعش"، وبين أن يتم القبض عليه؛ لأنه أفتى بحرمة فوائد شهادة قناة السويس, فحينها سيقول البعض أو الأكثرية: طب ما هى حرام فعلا.. يقبضوا عليه ليه؟!