كشف مركز أبحاث صهيوني عن أن سلام فياض رئيس "حكومة" التمرد غير الدستورية برام الله يتبع تكتيكًا معينًا من أجل الاحتفاظ بمقعد "رئيس الوزراء"، وأنه اتبع سياسة الاستقالات المفاجئة لتحقيق هذا الغرض، مشيرًا إلى أنه تقدَّم باستقالته لمحمود عباس مرتين في غضون ثلاثة أشهر، لكنَّ عودته أتاحت لعباس تشكيل ائتلاف حكومي هشّ.
وأشار "المركز الأورشليمي للدراسات العامة والسياسية" في تقريره الذي أعده الخبير الإستراتيجي "بينحاس عنباري" ونشرته وسائل الإعلام الخميس (18-6) إلى أن الاستقالات المتكررة لفياض -الذي يحظى بدعم القيادات الأمنية الأمريكية والهيئات الغربية المانحة- تعكس الواقع السياسي الصعب في الساحة الفلسطينية، كما تعكس وجود أخطار أمنية وسياسية داخلية، تهدِّد الاستقرار السياسي الفلسطيني؛ الأمر الذي لم يلاحظه الغرب حتى الآن".
وأضاف أن الاستقالات المتكررة لفياض وتلويحه بها من حين لآخر؛ تم تفسيرها في "الكيان الصهيوني" والغرب على أنها خطوة تكتيكية؛ من أجل البقاء في منصب رئيس الوزراء لأطول وقت ممكن؛ لقناعته بأن مفاوضات المصالحة بين حماس وفتح التي تتم بوساطة مصرية ستبوء بالفشل في نهاية المطاف، وهو الأمر الذي جعل عناصر من فتح وحماس يعتقدون أن "فياض" بات عنصرًا معرقلاً، بل مهدِّدًا لأجندتهم السياسية؛ لذا ترفض حماس وفتح بشدة الجهود التي تقدمها واشنطن من خلال "سلام فياض"، كما يقول الخبير الصهيوني.
وأوضح التقرير الصهيوني أن السياسة الاقتصادية والأمنية التي تطبقها حكومة "فياض" (غير الدستورية) بدعم غربي أسهمت في زيادة التوترات بينه وبين كلٍّ من حماس وفتح، فالمسؤولون بحركة فتح يرون في "فياض" أنه لا يتمتع بخبرة أمنية، ومع ذلك أصبح مسؤولاً عن الخطة الأمنية الأمريكية في الضفة الغربية، وأنه نتيجةً لذلك استبعد قيادات الحركة من المناصب الأمنية الرئيسية المهمة، أما حماس فتعتبره "خائنًا" و"عميلاً مزروعًا" للأمريكان؛ بهدف وأْد المقاومة الفلسطينية من جذورها"، سواءٌ حماس أو أي فصيل مقاومة فلسطيني آخر، حتى حركة فتح.
واختتم التقرير الصهيوني بالتأكيد أن "سلام فياض" يتطلع إلى تحقيق أهداف أمريكا في المنطقة؛ لإحداث تغيير وإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية، تؤدي في النهاية إلى القضاء على حركة حماس، وأنه بات جديرًا بالمديح والإطراء على جهوده التي يبذلها من أجل تنفيذ الأجندة الأمريكية، رغم الصعوبات التي يواجهها.
وكانت مصادر فلسطينية قد سبق أن كشفت عن وجود خلافات حادَّة بين "عباس" ورئيس وزرائه غير الشرعي "سلام فياض"، وأن التوتر قد تزايد بينهما بشكل واضح في الفترة الأخيرة، وذلك على خلفية الهواجس التي تنتاب عباس بشأن طمع "سلام فياض" في وراثته، بالتنسيق مع الجنرال الأمريكي دايتون، وبمساندة بعض العواصمالغربية.
وأضافت المصادر أن "فياض" بدأ يتعمَّد تجاهل "عباس"، ويستقوي بدعم الدول الغربية المانحة، مشيرةً إلى أن هذه الدول كانت وراء تشكيل حكومة "فياض" الأخيرة، بعد أن اشترطت تلك الدول تقديم المساعدات المالية للسلطة عبر حكومة يرأسها "فياض" تحديدًا.