لحظات امتزجت بها دموع الفرح بلحظات الأسى والحزن، عندما وقف جميع الأسرى على مشهد احتضان الأسير المقدسي إبراهيم العباسي لابنه عمرو داخل سجن "ريمون" الاحتلالي , و السجن ذاته، فرقهما عن بعضهما طوال 16 عاماً، وها هو يجمعهما من جديد.. . ويوضح أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أن الأقدار شاءت بأن يلتقي الأسير "عمرو العباسي"، بأبيه الأسير إبراهيم العباسي، داخل سجون الاحتلال بعد أن حرمهما السجن ذاته من احتضان بعضهما البعض على مدار 16 عاماً. وأوضح أبو عصب أن عمرو، الابن الثاني للأسير إبراهيم العباسي، اعتقلته قوات الاحتلال يوم (23 أغسطس 2014)، ليخضع لتحقيق مطول من قبل الاحتلال ثم ليتم تحويله للاعتقال في سجن إيشيل الصحراوي في مدينة بئر السبع. ويضيف بالقول: إدارة سجن "إيشيل" أقدمت قبل أيام قليلة على نقل "عمرو" إلى سجن ريمون، حيث يقبع هناك والده إبراهيم. الاحتلال يحاول سرقة البسمة ويوضح أبو عصب، إن الاحتلال نغص على الأسير إبراهيم وابنه عمرو لحظات اللقاء الأولى، فعلى الرغم من تشوق الأب لرؤية واحتضان ابنه الأسير، إلا أنه لحظة وصول سيارة البوسطة (حافلة نقل الأسرى)، التي كان بداخلها "عمرو"، قام الاحتلال بترحيل الأسير إبراهيم إلى المستشفى من أجل إجراء بعض الفحوصات الطبية. وأضاف بالقول: رغم أن الاحتلال استخدم نفس سيارة النقل، وقد شاهد إبراهيم ابنه من نافذة غرفة الانتظار عند قدومه، إلا أن الاحتلال منعهما من التقاء بعضهما البعض، وقام بترحيل الأب إلى المستشفى، وإدخال الابن إلى غرف الاعتقال داخل أحد الأقسام. ودخل عمرو إلى سجن ريمون حزينا متألما لعدم تمكنه من لقاء والده، وانتقل الوالد إبراهيم إلى المستشفى وقد أصابه الحزن الشديد أيضا على ما حل به من ظلم وحرمان، فمرت الساعات بطيئة على كليهما. لحظات اللقاء.. فرح ممزوج بالدموع وبعد يومين، أعادت إدارة سجون الاحتلال الأسير "إبراهيم العباسي" من المستشفى بعد الانتهاء من الفحوصات الطبية، ومع رفع الأسرى لأذان المغرب داخل سجن ريمون، كانت لحظات الاشتياق تمتزج بلحظات اللقاء. ويوضح أبو عصب، أن "عمرو" كان داخل غرفة السجن ينتظر لحظة اللقاء، وقد بدا عليه الخوف والارتباك، كيف لا وقد غيب الاحتلال عنه والده منذ ما يزيد على "16" عاما، فأبلغ الأسرى زميلهم "إبراهيم" بأن ابنه عمرو ينتظره داخل الغرفة. خفق قلب الرجل المكلوم حبا وخوفا، فأصبح يقدم خطوة ويؤخر أخرى، إلى أن وصل، وكان اللقاء الذي لا يوصف، لقاء الأحبة خلف الجدار، لقاء الروح بالجسد، لقاء الأب بابنه، على مرأى ومسمع كافة الأسرى داخل القسم. كان مشهداً في غاية الإنسانية وقد فاضت دموع الجميع، وبعد عناق طويل، قبل عمرو يدي والده، وقال له: بعد كل هذه الأعوام الطويلة يا والدي.. قدرنا أن نلتقي، ولكن داخل الأسر .. وأكمل عناقه له. يذكر أن إبراهيم اعتقل بتاريخ (27-9-1998)م، وترك خلفه أربعة أطفال، ووجه له الاحتلال تهمة العضوية في كتائب الشهيد عز الدين "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، والقيام بعدة نشاطات عسكرية وتنظيمية، وحكم عليه الاحتلال بالسجن مدة 18 عاما، أمضى منها قرابة 16 عاماً. ويعتبر الأسير إبراهيم العباسي "أبو علي"، من الشخصيات القيادية الكبيرة داخل سجون الاحتلال، ويمتاز بعلاقات طيبة مع كافة الأسرى، وقد تعرض للعزل والعقاب عدة مرات على خلفية مواقفه الرافضة لسياسة إدارة السجون. يذكر أن "أبو علي" من سكان سلوان، ويعاني من مشاكل صحية متكررة في الظهر والأرجل، وقد تنقل في معظم السجون. ووفقا لقوانين إدارة سجون الاحتلال، فإنه يحق للأسرى الأشقاء أو الأسرى الآباء وأبنائهم، طلب العيش بنفس المعتقل، إلا أن إدارة سجون الاحتلال تحاول عدم تنفيذ مثل هذه المطالب، في خطوة منها للتأثير على نفسيات ومعنويات الأسرى داخل سجون الاحتلال