نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنباء ذكرت أن السلطة الفلسطينية أفرجت عن عشرين معتقلا من أنصار حماس في الضفة الغربية، مستبعدة في الوقت نفسه قرب التوصل إلى اتفاق مع حركة التحرير الفلسطيني(فتح) ينهي الانقسام الفلسطيني الراهن. وكان رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد أكد في تصريحات للصحفيين أن السلطة أطلقت عشرين معتقلا أمس تنفيذا لاتفاق لجنة المصالحة الهادف لإنهاء ملف الاعتقال السياسي، وقال إنه سلم بنفسه قائمة بأسماء المفرج عنهم لقيادة حماس.
وقال الأحمد إن هذه الخطوة جاءت بعد تدخل حركة فتح لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مضيفا أنه سيتم إخلاء سبيل عدد آخر من المعتقلين في غضون أيام، وأكد أن حركته ماضية في معالجة هذا الملف "حتى لو تعنتت حماس ولم تطلق معتقلي فتح في قطاع غزة".
في الوقت نفسه أكد قيادي فتح أن ملف الاعتقالات السياسية من بين ملفات لن تجري معالجتها إلا بإتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، واتهم حماس بتضخيم ملف الاعتقالات واستخدامه ذريعة لتعطيل الحوار وجهود إنهاء الانقسام.
في المقابل اتهمت حماس السلطة الفلسطينية بمواصلة الاعتقالات، وقالت إن التوصل لأي اتفاق مع فتح أصبح صعبا في ظل ما تمارسه الأجهزة الأمنية من عمليات قتل وتعذيب واختطاف لأنصار حماس والمقاومة في الضفة الغربية وبأوامر مباشرة من الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض.
وفي مؤتمر صحفي عقد الخميس في غزة قال النائب عن حماس إسماعيل الأشقر إنّ "حديث فتح حول الإفراج عن عشرين معتقلاً من مجموع حوالي 760 معتقلاً يعانون أشد ألوان التعذيب، فيه نوع من الاستهتار بعقول الآخرين".
وانتقدت حماس قيام تلفزيون فلسطين الذي يبث من رام الله بإذاعة برنامج على مدى ساعتين وصفته بأنه توتيري وتحريضي "ضد حركة حماس والحكومة الشرعية", في إشارة إلى الحكومة الفلسطينية المقالة.
من جهة أخرى طالبت حماس بدور واضح لمصر التي ترعى المصالحة في حسم ما وصفتها بالمراوغة والخداع "الذي يمارسه فريق رام الله على طاولة الحوار"، مؤكدة أن مثل هذه الجلسات تصبح تضييعا للوقت وتغطية على الجرائم التي تحدث في الضفة الغربية بيد قوات عباس بقيادة الجنرال الأميركي كيث دايتون الذي عينته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لتدريب قوات الأمن الفلسطينية.
جدير بالذكر أن حماس وفتح أعلنتا أول أمس عن تبادل قوائم المعتقلين السياسيين بعد اجتماعين مشتركين للجنة المصالحة برعاية مصرية في رام اللهوغزة لتهيئة أجواء الحوار الفلسطيني المرتقب في القاهرة مطلع الشهر المقبل.