طهران - احتدمت حملة الانتخابات الرئاسية في إيران، وتواصلت المناظرات التلفزيونية بين المرشحين الأربعة، حيث تعرض الرئيس محمود أحمدى نجاد لهجوم حاد من منافسيه واتهامات بالكذب بشأن الاقتصاد وعدم القدرة على إدارة البلاد، وذلك قبل أربعة أيام على موعد الاقتراع يوم الجمعة القادم. وفي سادس مناظرة تلفزيونية للمرشحين، هاجم المرشح المحافظ محسن رضائي أمس الرئيس قائلا إن الجمهورية الإسلامية لن تكون بأمان تحت حكمه، وستواجه كارثة اقتصادية أكيدة.
وقال رضائي القائد السابق للحرس الثوري "أحد أهم أخطاء السيد أحمدي نجاد أنه يعتقد أنه يعرف كل شيء بشأن كل موضوع، ويعتقد أنه يعرف الكثير بشأن الأمن والاقتصاد، لذا فهو ينشئ نوعا من العزلة حول نفسه ولا يشعر أي أحد حوله بالأمان".
ويتعرض رئيس البلاد بشكل منتظم لانتقادات لإقالته كبار المسؤولين في حكومته، بمن فيهم وزير الاقتصاد ورئيسان للبنك المركزي.
وفي مناظرة استمرت تسعين دقيقة استجوب رضائي -الذي كان انسحب من الانتخابات السابقة قبل يومين من انعقادها- أحمدي نجاد بشأن التضخم والبطالة، مشيرا إلى أن التضخم في تصاعد منذ عام 2005 باضطراد من 18.5% إلى 25.4% عام 2008، وأن نسبة العاملين الحقيقية 20% فقط.
وقد رد الرئيس أن نسبة التضخم لا تتجاوز 15% الآن مكررا الرقم الذي قاله أثناء مناظرته مع منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي مرجعا ذلك إلى التضخم العالمي ومشيرا إلى أن حكومته كفلت زيادة الرواتب وفق ذلك، واعتبر أن حكومته حققت ما وصفها بخطة مشرقة.
وفي مناظرة أخرى بين المرشحين الإصلاحيين مهدي كروبي الرئيس السابق للبرلمان ومير حسين موسوي، جدد الأخير اتهام أحمدي نجاد بالتلاعب بالحقائق بشأن الاقتصاد، وقدم بيانات وتقريرا للبنك المركزي للتدليل على ارتفاع معدل التضخم.
كما اتهم موسوي إدارة الرئيس بإعلان أرقام خاطئة للشعب لتفادي التعرض للنقد بسبب أدائه، وهو اتهامه كرره كروبي.
تجدر الإشارة إلى أن موسوي كان آخر رئيس وزراء بين عامي 1981 و1989، قبل تغيير الدستور وإلغاء هذا المنصب.
وردا على طلب أحمدي نجاد لمنافسيه بالكشف عن ممتلكاتهم الخاصة أمام السلطة القضائية، أعرب المرشحون عن استعدادهم لذلك.
وردت حملة كروبي بالقول إن جميع الأعضاء في حملة الأخير سيقدمون قوائم بممتلكاتهم الشخصية.
وقال غلام حسين كرباسشي رئيس حملة كروبي إن جميع أعضاء الحملة على استعداد لتقديم قوائم ممتلكاتهم الشخصية، شريطة أن يصدق عليها شخص ما خارج الحكومة غير المؤهلة للقيام بهذا المهمة.
وأكد المرشحان الآخران مير حسين موسوي ومحسن رضائي موافقتهما على تلبية طلب أحمدي نجاد. وقال جمشيد أنصاري مستشار موسوي إن أسرة رئيس الوزراء السابق وأعضاء الحملة على استعداد لتقديم تقرير بممتلكاتهم الخاصة.
وكان رئيس الجمهورية دعا في مناظرة تلفزيونية السبت مع منافسه الإصلاحي مهدي كروبي للكشف عن الأرصدة المالية وباقي الممتلكات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، خرج عشرات الآلاف من أنصار الرئيس ومنافسه الرئيسي موسوي إلى شوارع طهران أمس في مشهد لإظهار القوة. وردد أنصار أحمدي نجاد صيحات تقول "موسوي كاذب، الموت لهاشمي" في إشارة إلى الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي انتقد الرئيس الحالي.
وعلى الجانب الآخر ردد أنصار موسوي شعارات تقول "وداعا وداعا أحمدي" وحملوا لافتات تقول "أحمدي يغادر" في استذكار للعنوان التاريخي للصحافة "الشاه يغادر" وذلك بعد يوم من مغادرة الشاه عام 1979 قبيل نجاح الثورة الإسلامية.