أكد الرئيسان السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد متانة العلاقات التي تجمع بلديهما، وطالبا خلال مؤتمر صحفي مشترك في ختام لقائهما في دمشق بضرورة الحيلولة دون تدخل أطراف أجنبية في تطبيق القرارات الدولية التي تخصّ المنطقة. ودعا أحمدي نجاد خلال المؤتمر الصحفي إلى إطلاق جهود جديدة لإصلاح النظام العالمي وتغييره في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وقال إن هناك مسؤوليات جديدة ملقاة على الشعوب بعد وصول كل ما انبثق عن الحرب العالمية الثانية إلى طريق مسدود. كما وصف إيران وسوريا بأنهما بلدان مهمان ومؤثران في المعادلات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أنهما دافعا عن حقوقهما وحقوق المنطقة بشجاعة وبتخطيط دقيق ومناسب في وجه الهجوم الأجنبي وهجوم الدول الكبرى. وشدد أحمدي نجاد على أن موقف دمشقوطهران يزداد قوة يوما بعد يوم إقليميا ودوليا بعد فشل كل الضغوط الخارجية التي مورست عليهما خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن ظروف العالم تصب في مصلحتهما وبات الجميع يقر بالحاجة لهما في حل مشاكل المنطقة. وأكد أن من وصفهم بأصحاب النوايا السيئة للبلدين وصلوا إلى طريق مسدود بسبب افتقارهم لأي مقاربة عقلانية وإنسانية لقضيتي فلسطين وأفغانستان، مشيرا إلى أن أفكار أصحاب هذه النوايا قائمة على الهيمنة والغطرسة والتمييز وهم يستخدمون عقلية قديمة تعود لقرون ماضية لحل القضايا المعاصرة. تصريحات الأسد من جهته أكد الرئيس السوري دعم بلاده لإيران في نزاعها مع الغرب بشأن برنامجها النووي، موضحا أن هذا الموقف ينطلق من معاهدات واتفاقات معترف بها دوليا تكفل الحق لأي دولة بامتلاك الطاقة النووية السلمية. وقال الأسد إنه يتعين على القوى التي تشكك بسلمية النووي الإيراني أن تتعامل بنفس الطريقة حيال البرنامج النووي القائم فعلا الذي تمتلكه إسرائيل. وأكد الرئيس السوري أن العلاقات مع إيران طبيعية وتعزيزها يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة، ولا تشكل محورا كما تحاول بعض الجهات أن توحي. وشدد على أن معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له على يد الاحتلال الإسرائيلي يجب ألا تغفل في أي حديث عن الاستقرار بالمنطقة، مشيرا إلى أنه بحث مع نظيره الإيراني سبل العمل على فك الحصار المفروض على غزة ودعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته والتأكيد على ضرورة توحده لأنه لا يمكن أن يقاوم بوجود انقسام. وفيما يتعلق بالملف العراقي، أكد الأسد ارتياحه للتطورات الأخيرة في العراق لا سيما بعد انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة التي أعطت مؤشرات قوية على أن الشعب العراقي يريد وحدة بلده ولا يريد الانقسام ولا الصدام الأهلي، وأكد أنه اتفق مع نظيره الإيراني على دعم الحكومة الحالية في مساعيها لتحقيق المصالحة بين مختلف الفصائل العراقية وصولا لهدف خروج كامل القوات المحتلة من العراق. وكان الرئيس الإيراني وصل العاصمة السورية وكان في استقباله بمطار دمشق الدولي وزير الخارجية وليد المعلم. ويرافق أحمدي نجاد وفد يضم خمسة وزراء، بينهم وزيرا الخارجية منوشهر متكي والإسكان وإنشاء المدن سعيدي كيا. وهذه هي الزيارة الثالثة للرئيس الإيراني إلى دمشق خلال فترة رئاسته، وتأتي في وقت زار فيه الأسد خلال فترة رئاسته طهران ست مرات ثلاث منها تمت خلال فترة حكم أحمدي نجاد.