أصبحت "عادة اقتصادية" تستغل مهاجمة الإسلام ورسوله، للفت الأنظار للصحيفة المفلسة، أملا في زيادة توزيعها ومن ثم تحقيق أرباح تعوض بها خسائرها..هذه هي قصة مجلة "شارلى إبدو"Charlie Hebdo الفرنسية الساخرة التي تكررت حتى الآن خمس مرات أخرها عدد أكتوبر الجاري بعنوان عريض يقول: "ماذا لو عاد محمد؟"، في إشارة إلى نبي الله. وتضمن عدد المجلة الفرنسية، ملف حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا "داعش"، مهدت له بمقدمة تقول: "إن الحديث يكثر عن محمد، وكثير من الأشياء تُرتكب باسمه، فماذا سيحدث لو عاد من قبره؟". ونشرت علي غلاف العدد صورة هزلية لمقاتل من "داعش" يذبح من تعتقد أنه رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذكري عيد النحر لتزيد من توزيعها وتعوض ركودها وإفلاسها. حيث أظهر كاريكاتير الصحيفة الفرنسية رسم رجل بلحية كثة سوداء، يرتدي لباسا أبيض ويضع عمامة بيضاء، وهو جاثم على ركبتيه، وعلامات الفزع تقفز من عينيه بحسب الرسام الفرنسي، وهو يقول "أنا الرسول الأبله"، فيما يضع أحد رجل ملثم يرمز إلى أحد أعضاء تنظيم داعش، سكينا على رقبة صورة "محمد" المزعومة . والحقيقة أن ما أقدمت عليه مجلة شارلي ابدو الفرنسية الهزلية بنشر صور ساخرة للرسول، ليست أول مرة تفعلها ولكن هذه هي خامس مرة تنشر فيها هذه المجلة هذه الرسومات وتلجأ لهذا كلما تدني توزيعها ووجدت فرصة للمشاركة في الهجوم علي الإسلام لزيادة توزيع المجلة التي تعاني من مشكلات مادية . هذا الأمر أكده "باسكال بونيفاس" مدير المعهد الفرنسي للدراسات الدولية والإستراتيجية (إيريس) عندما قامت المجلة بأخر إساءة لها للمسلمين عام 2012، حيث اتهم المجلة الفرنسية بأنها تلجأ لاستفزاز المسلمين بالسخرية من رسولهم الكريم في رسوم مسيئة كلما تدنت معدلات توزيعها بدليل أنها باعت كل نسخها (75 ألف نسخة) للمرة الأولي منذ فترة طويلة بفضل الرسوم المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) التي جاءت في عدد العام 2012، وهناك مؤشرات لتزايد بيعها العدد الحالي الأخير بنفس الطريقة. تاريخ المجلة يشير إلي أنها أصدرت أكثر من ألف عدد منها خمسة أعداد تناولت الإسلام بالسخرية، (الأول) عام 2006 بالتزامن من نشر جريدة دنمركية صورا مسيئة، وتم تبرئتها عام 2007 من تهمة الإساءة للمسلمين، و(الثاني) و(الثالثة) عام 2011 بالتزامن مع فوز الإسلاميين في تونس برسم على غلاف المجلة بعنوان " 100 جلدة إن لم تمت من الضحك" ووقتها أشيع أن المجلة تعرضت لحريق لمزيد من التعاطف معها ومساندتها من القراء الذين عزفوا عن قراءتها إلا في حالات توظيفها ضد الإسلام. والثالثة كانت عام 2012، و(الرابعة) عندما خصصت عددا في يناير وفبراير 2013 بعنوان "حياة محمد الجزء الأول، بدايات رسول"، حمل في طياته تعليقات مسيئة لنبي الإسلام، ومعلومات مشوهة عن السيرة النبوية العطرة، خاصة ما يتعلق بولادة الرسول وزيجاته. والخامسة هي الأخيرة في عدد أكتوبر الجاري 2014 الذي نشرت فيه «شارلى إيبدو» رسوم جديدة، بغرض الإساءة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، من خلال رسم كاريكاتيري أفردت له صورة غلافها الرئيسي يظهر أحد أنصار داعش يذبح من تعتبره المجلة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم. المجلة لم تعبأ كالعادة بالانتقادات التي تري أن تجسيد نبي الإسلام يعتبر محرما في الإسلام ولا بإهانته برسوم هزلية، ورئيس تحريرها سبق أن أفتي بأن هذا التحريم لنشر صور الرسول "مجرد عرف، ولم يرد التحريم في القرآن لرسم الرسول" ولذلك أصر علي رسمه في صور جديدة بطريقة مبتذلة ووفقا لروايات يكتبها أحيانا "مسلمون" - أسما - في فرنسا . وقد أصدرت نقابتا الصحفيين والمحامين في مصر بيانات نقد واستهجان لما نشرته مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية من إساءة للمسلمين من خلال نشر صور لعملية النحر في عيد الأضحى. وأكدت نقابة الصحفيين - في بيان الأحد 5 أكتوبر - أن "هذه المجلة تعمل من خلال لوبي صهيوني قبيح يحاول إفساد فرحة جموع المسلمين بعيد الأضحى المبارك"، وعبروا عن بالغ الأسف والاستياء مما نشر. فيما أدانت لجنة الحريات العامة بنقابة المحامين ما نشرته المجلة الفرنسية من نشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين، مؤكدة رفضها ما يحدث من تكرار الإساءة إلى الرسول الكريم بالرسوم الساخرة في الصحف والمجلات الأجنبية.