الكيان الصهيونى يهدد بضرب سوريا وسط تحضيرات لاجتياح غزة أولمرت مسرور بالمحور العربى المعتدل؟! وجه إيهود أولمرت دعوة علنية أمس إلى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لمحادثات سلام مباشرة، معربا ايضا عن استعداده للقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابومازن) على الفور وسط تحضيرات عسكرية صهيونية لاجتياح قطاع غزة. كما اعرب اولمرت عن سروره بما اسماه "المحور العربي المعتدل" في مواجهة ما اسماه ايضا النفوذ الايراني. في وقت اتهمفيه الكيان دمشق بمواصلة تهريب الأسلحة إلى حزب الله، مهددا بعمل عسكري ضدها لوقف هذا الامر. وقال اولمرت في خطاب في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست «أريد انتهاز هذه الفرصة لدعوة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لمقابلتي وجها لوجه». وأضاف أنه يأمل في اجراء «محادثات مباشرة لتحقيق السلام لشعبينا». وتابع «لا بد من تجاوز الخشية والأحكام المسبقة». وبخصوص الملف الفلسطيني، قال اولمرت «ابومازن شريك شرعي. انا مستعد للقاء به على الفور اذا اراد ذلك لمناقشة خطة خريطة الطريق» الدولية للسلام. واضاف ان اسرائيل لن تدخل في المقابل في حوار مع الحكومة الفلسطينية الحالية التي تسيطر عليها حركة حماس ما دامت الاخيرة لم تعترف بحق اسرائيل في الوجود وبالاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال اولمرت «نحن نقيم فرقا بين حكومة حماس وبين ابومازن». وفي ملف ثالث قال اولمرت «على المجتمع الدولي ان يمنع ايران من التزود بالسلاح النووي.لا مجال هنا للتردد وعليه ان يبدي حزما وتصميما». واكد ان هذا الملف سيكون في قلب المحادثات التي سيجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المرتقبة ابتداء من اليوم الثلاثاء الى موسكو، وخلال لقاءاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش في نوفمبر المقبل.
وقال أولمرت «هناك أصوات عديدة في العالم العربي تتحدث لصالح اتفاق مع اسرائيل». وأضاف «أشعر بالسرور لأن محوراً يتشكل من دول معتدلة في العالم العربي يريد المشاركة في صد نفوذ إيران في المنطقة. التهديد الإيراني لا يستهدف إسرائيل والعالم الحر فحسب وانما يستهدف أيضاً دولاً عربية حولنا». وفي اول رد فعل لبناني على كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي، رفض رئيس الوزراء اللبناني في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة وبصورة غير مباشرة الدعوة التي وجهها اليه اولمرت لعقد لقاء مباشر معه. وجاء في البيان «تعليقا على الكلام الذي صدر عن رئيس وزراءالعدو ايهود اولمرت حول دعوته السنيورة للقاء من اجل بحث في اتفاقية سلام، يهم المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء اللبناني ان يوضح ان السلام الحقيقي يكون بموافقة اسرائيل على مبادرة السلام العربية، وان لبنان سيكون آخر دولة عربية توقع السلام مع اسرائيل». في موازاة ذلك اتهم وزير الدفاع الصهيونى عامير بيريتس سوريا امس بمواصلة تهريب الاسلحة الى مقاتلي حزب الله في انتهاك للهدنة التي دعمتها الاممالمتحدة، وقال ان الكيان الصهيونى ربما يقوم بعمل عسكري ما لم تتوقف هذه الشحنات. ونقل ناطق في البرلمان استمع مع بيريتس لتقرير من ضابط في المخابرات الحربية عن تفاصيل هذا التهريب المزعوم عن بيريتس قوله أمام لجنة برلمانية «نرى في هذا الامر قدرا كبيرا من الخطورة». ونقل الناطق عن بيرتيس قوله «اننا نعمل على جمع الادلة. واذا اتضح انها حوادث مطردة فسنتعامل مع هذا التهريب بانفسنا». وقال الناطق ان ضابط المخابرات يوسي بيداتز ابلغ لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بان «تهريب الاسلحة والذخيرة مستمر من الجانب السوري الى حزب الله» في انتهاك لقرار الاممالمتحدة رقم 1701.وبالتوازي مع التهديدات لسوريا بدأ جيش الاحتلال تضخيم تسلح الفلسطينيين بهدف استغلاله مبرراً لتنفيذ عدوان واسع النطاق على قطاع غزة، أو ما يسمى ب «الاجتياح الكبير». وقد سربت أمس لوسائل الإعلام الصهيونية ما أسمته بتقارير استخباراتية عن تهريب حركة «حماس» عبر الأنفاق إلى القطاع أكثر من 20 طناً من المتفجرات منذ بداية العام، وأسلحة متطورة مضادة للدروع بقيمة 6 ملايين دولار خلال الأسبوع الأخير فقط، معربة عن قلقها من تطور قدرة الردع للحركة ولما أسمته بجيشها النظامي على غرار «حزب الله». وقالت صحيفة «هآرتس» ان «حماس تواصل العمل على تحقيق توازن رعب في قطاع غزة ، لردع قوات الاحتلال البرية من الاجتياح الواسع للقطاع». ونقلت «هآرتس» عن كبار الضباط في الجيش، قولهم ان «الحركة تعمل على مستويين أساسيين، الأول تحسين القدرات الهجومية من خلال القذائف الصاروخية القسام والكاتيوشا، والثاني بناء منظومة دفاعية عريضة، تصعب على الجيش التوغل في المناطق السكنية في القطاع». وقال مصدر فلسطيني مطلع في عمان لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» إن سبب تأجيل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الذي كان مقرراً امس وعودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عجل إلى رام الله يعود لمخاوف حقيقية لدى القيادة الفلسطينية من قيام الكيان الصهيونى بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة خاصة مع تزايد وتيرة التهديدات بهذا الخصوص طيلة الساعات الماضية.