أعلنت كتائب صلاح الدين الأيوبي الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) عن تنفيذها 3 عمليات جديدة ضد قوات الاحتلال الأمريكية في العراق؛ من بينها عملية نوعية أطلقت فيها الكتائب صاروخًا على قاعدة البكر الجوية الواقعة في شمال بغداد، يأتي ذلك بينما قامت القوات البريطانية بتسليم المهام الأمنية في مدينة البصرة جنوب العراق للقوات الأمريكية. وذكرت الجبهة في بيان لها أنَّ كتائب صلاح الدين الأيوبي قامت بإطلاق صاروخ من نوع "سان"- وهو من نوعية متطورة من الصواريخ التي تُعرف باسم (الصاروخ الطائرة)- على قاعدة البكر الجوية في شمال بغداد، وإصابتها إصابةً مباشرةً؛ حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مكان الانفجار. وقامت الطائرات العسكرية الأمريكية بالتحليق فوق مكان إطلاق الصاروخ بحثًا عن المنفِّذين, ولم يصدر حتى الآن من جانب الجيش الأمريكي أيُّ بيان عسكري أو تعليق على العملية. كما أعلنت (جامع) أنَّ إحدى مجموعات الكتائب في محافظة كركوك قامت بزرع عبوة ناسفة متطورة على جانب الطريق العام الواصل بين كركوك وتكريت، وتفجيرها في رتل عسكريٍّ تابع للاحتلال الأمريكي؛ مما أدى إلى تدمير عربة من نوع (B6)، واحتراقها بالكامل ومقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال كانوا بداخلها. وأغلقت قوات الاحتلال الأمريكية مكان الحادث, وسارعت سيارات الإسعاف التابعة للاحتلال الأمريكي إلى مكان الانفجار لنقل القتلى والجرحى. وفي بغداد قامت مجموعة أخرى بزرع عبوة ناسفة مطوَّرة وتفجيرها في رتل آخر للاحتلال الأمريكي؛ ما أدَّى إلى تدمير ناقلة مؤن تابعة للاحتلال ومقتل سائقها وعدد من جنود الاحتلال كانوا بداخلها في قطاع غرب بغداد, وقامت القوات الأمريكية بإغلاق مكان الحادث. البصرة من جهة أخرى سلَّم اللواء آندي سالمون قائد القوات البريطانية في البصرة القيادة العسكرية والأمنية للمنطقة الجنوبية إلى نظيره الأمريكي مايكل أوتس في حفل رسمي إيذانًا ببدء انسحاب القوات البريطانية البالغ عددها 4100 جندي من العراق. ويأتي هذا الانسحاب تنفيذًا للاتفاقية الأمنية العراقية- البريطانية الموقَّعة في العام 2008م الماضي؛ التي تقضي بانتهاء مهمة الوحدات البريطانية المقاتلة العاملة في العراق في الحادي والثلاثين من مايو المقبل، على أنْ يغادر جميع الجنود- باستثناء 400 عنصر سيبقون للتدريب- العراقَ نهائيًّا نهاية يوليو من العام الجاري. وطيلة 6 سنوات من مشاركة بريطانيا في غزو العراق خسرت بريطانيا 179 جنديًّا، وتكبَّدت خزانتها 8.5 مليارات جنيه إسترليني كلفةً مباشرةً لعملياتها الميدانية فقط (حوالي 16 مليار دولار تقريبًا). وفي هذا السياق قال وزير الدفاع البريطاني ديس براون إنَّ قيادة ما يُعرف ب"القوات الدولية المتعددة الجنسيات" في المنطقة الجنوبيةالشرقية من العراق- والتي كانت تسيطر عليها بريطانيا- ستندمج مع نظيرتها المركزية في البصرة تحت قيادة الولاياتالمتحدة. وأضاف أنَّ المهام الأمنية الرئيسية في المنطقة الجنوبية ستُترك لقوات الأمن العراقية مع إسنادٍ من جانب القوات الدولية، مع كون المنطقة بمثابة ممر حيوي للقوات الأمريكية إلى الكويت؛ التي من المتوقَّع أن يتم الانسحاب الأمريكي من العراق عبرها. وانتقدت مصادر سياسية وعسكرية بريطانية أداء القوات البريطانية في العراق، مع عجزها عن تنفيذ آلية فعَّالة لمواجهة ما وصفته الصحف البريطانية ب"التمرُّد المسلَّح"؛ مما جعل القوات البريطانية لا تتمتَّع بسيطرة كبيرة على مدينة البصرة التي كانت مسرحًا للمتمردين بحسب وصف الصحافة البريطانية.