أعلنت كتائب صلاح الدين الأيوبي، الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) عن أربع عملياتٍ عسكرية جديدة نفذتها في عددٍ من المحافظات العراقية ضد أهدافٍ أمريكيةٍ، من بينها قصف القاعدة العسكرية الأمريكية في ديالى شمال العاصمة بغداد. يأتي ذلك بينما ذكرت مصادر أمنية عراقية أنَّ مسلحين اغتالوا أحد قياديي حزب البعث مع شقيقه في كربلاء، في حين قال زعيم جماعة ادَّعت خطف خمسة بريطانيين قبل نحو عامين إنها توصلت إلى اتفاقٍ لإطلاق سراحهم. وأضاف موقع (جامع) على شبكة الإنترنت أنَّ مجموعةً من كتائب صلاح الدين الأيوبي قامت بقصف القاعدة الأمريكية في ديالى بصاروخ, وكانت الإصابة مباشرة؛ حيث شوهدت أعمدت الدخان تتصاعد من القاعدة, كما تمكَّنت مجموعة أخرى من إعطاب آلية عسكرية أمريكية بعبوة ناسفة شرق سامراء، وأدَّت العملية إلى قتل وإصابة عددٍ من الجنود الأمريكيين كانوا بداخلها. ونجحت مجموعات أخرى من كتائب صلاح الدين الأيوبي في تدمير وإعطاب عددٍ آخرٍ من الآليات والمدرعات الأمريكية في زيونة ببغداد في غضون الأيام القليلة الماضية. وقالت الجبهة إنَّ هذه العمليات تأتي "تكذيبًا للتصريحات الأمريكية بشأن انخفاض العمليات المسلحة ضد قواتها في العراق". وحول الوضع الأمني والميداني، ذكرت مصادر أمنية عراقية أنَّ مسلحين اغتالوا سامي جدوع العضو القيادي في حزب البعث مع شقيقه في مدينة كربلاء (118 كيلومترًا جنوب بغداد)، ولاذوا بالفرار. وشهدت سنوات ما بعد الغزو الأمريكي للعراق في ربيع العام 2003م، مقتل المئات من البعثيين، بينما فرَّ آخرون إلى الخارج، بينما اعتقلت القوات الأمريكية الغالبية العظمى من القيادات العليا من أعضاء الحزب وأودعتهم المعتقلات، وحاكمت بعضهم، مصدرةً أحكامًا وصفها المراقبون بأنَّها "سياسية"، من بينها أحكام بالإعدام. على صعيدٍ آخر كشف قيادي يُدعى أبو علي، وهو أحد قادة الجماعة التي أعلنت مسئوليتها عن خطف خمسة بريطانيين قبل نحو عامين، عن وجود اتفاق بين بريطانيا والولايات المتحدة من جهة وبين جماعته المعروفة باسم "رابطة الصالحين"، والمقربة من جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من أجل الإفراج عن هؤلاء. وقال: "إنَّ أحدَ الرهائن سيطلق سراحه بمجرد أنْ ينفذ الجانب البريطاني وعوده لنا بإقناع الجانب الأمريكي بإطلاق سراح عشرة (معتقلين) من قادتنا"، مضيفًا أنَّه "إذا جرت الأمور على ما يرام، فسيطلق سراح رهينة آخر بأسرع وقت مقابل مجموعة من معتقلينا الصدريين". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ. ف. ب) عن متحدث باسم السفارة البريطانية في بغداد قوله إنَّ السفارة على علمٍ بما نُشر في هذا الشأن "لكنها لن تعلق على "تطورات الأحداث"، وحث المتحدث الخاطفين على إطلاق سراح الرهائن دون شروطٍ مسبقة.